باب الإمالة
باب الإمالة
  قال: «معنى الإمالة أن تنحو بالفتحة نحو الكسرة(١) فتميل الألف نحو الياء لضرب من تجانس الصوت، وذلك قولك في عالم: عالمٌ(٢)، وفي سالم: سالم، وفي جالس: جالس وفي رمى: رمى، وفي سعى: سعى، ونحو ذلك.
  والأسباب التي يجوز لها الإمالة ستة وهي: الكسرة(٣)، والياء، وأن تكون الألف منقلبة عن ياء(٤)، أو بمنزلة(٥) المنقلبة عن الياء، أو لأنّ(٦) الحرف الذي قبل الألف قد ينكسر على حال من الأحوال، أو إمالة لإمالة».
  اعلم أن الإمالة إنما دخلت في الكلام ليتحد بها الصوتان ولا يختلفا، ويتجانسا ولا يتفرقا، وذلك أن الألف حرف مُسْتَعْل، والياء والكسرة مُسْتَفِل والانحدار من العلو إلى السُّفْل أسهل من الصعود من الأسفل إلى العلو؛ فلهذه العلة نحونا(٧) بالألف نحو الياء، ومثل ذلك الصاد مع الدال هما متقاربا المخرج وبينهما مع تقاربهما [اختلاف] في كيفيتهما، وذلك أن الصاد. مهموسة، والدال
(١) في (مل): (إلى الكسرة).
(٢) في (مل) زيادة: (وفي عابد عابد). وجعلت علامة (،) تحت الحرف الممال.
(٣) في (مل): (الكسرة قبل الألف أو بعدها).
(٤) في (مل): (عن الياء).
(٥) في (مل): (أو تكون بمنزلة ...).
(٦) في (ع): (ولأن).
(٧) في الأصل: (نحوا)، وما أثبته من (ع).