باب التعجب
باب التعجب
  قال(١): «ولفظه في الكلام على ضربين: أحدهما: ما أَفْعَلَهُ. والآخر: أفعل به. الأول نحو قولك: ما أَحْسَنَ زَيْداً، وأَجْمَلَ بَكْرًا، وَمَا أَظْرَفَ أَبا عَبْدِ الله، وتقديره: شَيْءٌ أَحْسَن زيدا(٢). فـ (ما) مرفوعة بالابتداء، و (أحسن) خبرها، وفيه ضمير (ما)(٣)، وذلك الضمير مرفوع بـ (أحْسَنَ)؛ لأنه فعل ماض و (زيد) منصوب على التعجب، وحقيقة نصبه بوقوع الفعل عليه(٤).
  اعلم أن (ما) من قولنا: ما أَحْسَنَ زَيْداً، اسم تام لا يحتاج إلى صلة وموضعه رفع بالابتداء، هذا مذهب (سيبَوَيْهِ)(٥)؛ وذلك لأن (ما) إذا وقعت في الكلام فلا تخلو إما أن(٦) تكون اسماً أو حرفًا. فإذا كانت حرفًا فلا تخلو من أن(٧) تكون نافية أو زائدة أو كافّة أو(٨) بمعنى المصدر. فالنافية نحو قولنا: ما زيد ذاهبا، وما جاءني أحد. والزائدة نحو قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}(٩). والكافة نحو قوله تعالى: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ}(١٠). والمصدرية نحو
(١) (قال): ساقطة من (ع).
(٢) في (مل) زيادة: (أي جعله حسنًا).
(٣) في (مل): (وفيه ضميرها وذلك ...).
(٤) في (ع) و (مل): (بوقوع الفعل قبل عليه).
(٥) انظر الكتاب: ١/ ٣٧.
(٦) في (ع): (من أن ...).
(٧) في (ع): (أما أن ...).
(٨) (أو): ساقطة من (ع).
(٩) النساء: (١٥٥)، والمائدة: (١٣).
(١٠) النساء: (١٧١).