البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب التعجب

صفحة 457 - الجزء 1

باب التعجب

  قال⁣(⁣١): «ولفظه في الكلام على ضربين: أحدهما: ما أَفْعَلَهُ. والآخر: أفعل به. الأول نحو قولك: ما أَحْسَنَ زَيْداً، وأَجْمَلَ بَكْرًا، وَمَا أَظْرَفَ أَبا عَبْدِ الله، وتقديره: شَيْءٌ أَحْسَن زيدا⁣(⁣٢). فـ (ما) مرفوعة بالابتداء، و (أحسن) خبرها، وفيه ضمير (ما)⁣(⁣٣)، وذلك الضمير مرفوع بـ (أحْسَنَ)؛ لأنه فعل ماض و (زيد) منصوب على التعجب، وحقيقة نصبه بوقوع الفعل عليه⁣(⁣٤).

  اعلم أن (ما) من قولنا: ما أَحْسَنَ زَيْداً، اسم تام لا يحتاج إلى صلة وموضعه رفع بالابتداء، هذا مذهب (سيبَوَيْهِ)⁣(⁣٥)؛ وذلك لأن (ما) إذا وقعت في الكلام فلا تخلو إما أن⁣(⁣٦) تكون اسماً أو حرفًا. فإذا كانت حرفًا فلا تخلو من أن⁣(⁣٧) تكون نافية أو زائدة أو كافّة أو⁣(⁣٨) بمعنى المصدر. فالنافية نحو قولنا: ما زيد ذاهبا، وما جاءني أحد. والزائدة نحو قوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ}⁣(⁣٩). والكافة نحو قوله تعالى: {إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ}⁣(⁣١٠). والمصدرية نحو


(١) (قال): ساقطة من (ع).

(٢) في (مل) زيادة: (أي جعله حسنًا).

(٣) في (مل): (وفيه ضميرها وذلك ...).

(٤) في (ع) و (مل): (بوقوع الفعل قبل عليه).

(٥) انظر الكتاب: ١/ ٣٧.

(٦) في (ع): (من أن ...).

(٧) في (ع): (أما أن ...).

(٨) (أو): ساقطة من (ع).

(٩) النساء: (١٥٥)، والمائدة: (١٣).

(١٠) النساء: (١٧١).