باب جمع التكسير
باب جمع التكسير
  قال: «وهو كلُّ جمع تغير فيه نظم الواحد وبناؤه، وإعرابه(١) جار على آخره كما يجري على الواحد(٢)، تقول: هذه دور وقصور، ورأيت دوراً وقصوراً، ومررتُ بدور وقصور».
  اعلم أنه قد مضى أن جمع التصحيح ما سلم فيه بناء الوحد ونضده، والتكسير على خلاف ذلك، وسُمِّي تكسيراً تشبيها بتكسير الآنية؛ لأنَّ تكسيرها إِنَّما هو إزالة التئام أجزائها التي كانت لها، وكذلك هذا الجمع أُزيل التئام أجزائه، وفُكَ النَّضد عما كان عليه، واحده وهذا الجمع المكسر إما أن يكون بزيادة أو نقصان، وتكون الزيادة إما بزيادة / حرف أو زيادة حركة، وكذلك النقصان يكون على هذا. فزيادة الحرف، نحو قولهم: (دِرْهم ودراهم) و (مسجد ومساجد) ونقصان الحرف، نحو قولهم: (عطشان وعطاش) و (غرثان و غراثُ)(٣) وكذلك (شجرةً وشجرٌ) و (تمرةٌ وتمرّ) وأشباه ذلك. وزيادة الحركة نحو قولهم: (قُفْلٌ وقُفُل) و (رهن و رُهُن). وحذف الحركة، نحو (أسد وأسد) و (نَمِرٍ ونُمْرِ). وقد مضى أنَّ هذا الجمع يصلح لكلِّ شيءٍ.
(١) في (مل): (وإعرابه يكون لمن يعقل ولما لا يعقل .....).
(٢) في (مل): (الواحد الصحيح).
(٣) الغرثان: الجائع / انظر اللسان (غرث) /.