البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب ما يدخل في الكلام فلا يغيره

صفحة 683 - الجزء 1

باب ما يدخل في الكلام فلا يغيره

  قال: «وهو كل مادخل على الاسم والفعل جميعا، وذلك نحو (إنَّما، وكَأَنَّما، ولَكنَّما، ولَيْتَما، ولَعَلَّما، وإذْ، وإذا، وهل) وهمزة الاستفهام، وجميع الظروف المُستفهم بها إذا كانت مُلغيات غير مستقرات، تقول: إِنَّما قام زيد⁣(⁣١)، وإِنَّما زيد أخوك، وكَأَنَّما أخوك الأسد⁣(⁣٢)، ولعلَّما أنتَ حالمٌ⁣(⁣٣)، وأما (لَيْتَما) خاصةً فإن جعلت (ما) فيها كافة بطل عملها، وإن جعلتها زائدة للتوكيد لم يتغير نصبها، تقول: ليتما أخوك قائم، وإن شئت: ليتما أخاك قائم، وَيُنْشَدُ بيت (النابغة) على وجهين: بالرفع والنصب:

  ٢٦٢ - قالَتْ أَلَا لَيْتَما هذا الحمام لَنا ... إلى حمامَتِنَا أَوْ نِصْفَهُ فَقَد

  وتقول: قُمْتُ إِذْ زيد جالس، وأقومُ إذا قعد محمد».

  اعلم أن جمهور النحويين كـ (سيبويه) وأصحابه، إذا أدخلوا (ما) على هذه الحروف أبطلوا عملها، فصارت عندهم بمنزلة (هَلْ)، فتقع بعدها الجمل من


(١) في (ع): (... قَدِمَ زيدٌ).

(٢) في (مل) زيادة: (ولكنما جعفر منطلق).

(٣) في الأصل: (... أنت عالم) وهو تحريف والتصويب من (ع) و (مل).

٢٦٢ - - البيت من البسيط.

وهو في ديوانه: ٨٥، وسيبويه: ١/ ٢٨٢، والأصول: ١/ ٢٨٢، ومعاني الحروف للرماني: ٨٩، والخصائص: ٢/ ٤٦٠، والتبصرة: ١/ ٢١٥، وأمالي ابن الشجري: ٢/ ١٤٢، والإنصاف: ٢/ ٤٧٩، وابن يعيش: ٨/ ٥٤، ٥٨، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٤٨٠، والمقرب: ١/ ١١٠، والمغني: ٦٦، والمساعد: ١/ ٣٢٩، والخزانة: ٤/ ٢٩٧، والمقاصد: ٢/ ٢٥٤، والهمع: ١/ ٦٥. وصدره في المغني: ٣٤١، والهمع: ١٤٣.