باب خبر المبتدأ
باب خبر المبتدأ
  قال(١): «وهو كل ما أسندته إلى المبتدأ، وحدثت به عنه، وذلك على ضربين: مفرد وجملة(٢). فإذا كان الخبر مفرداً فهو المبتدأ في المعنى، وهو مرفوع بالمبتدأ، تقول: زيد أخوك، ومحمد صاحبك، فـ (زيد) هو الأخ و (محمد) هو الصاحب».
  اعلم أن الكلام على ضربين: خبر، وغير خبر. فالخبر(٣): ما يحتمل الصدق والكذب، نحو قولك: زيد ضارب، وعمرو عاقل، وما أشبه ذلك. وقد يسد مسد الخبر ما ليس بخبر، ولكنه يقوم مقامه ويسد مسده، وذلك نحو قولك: زيد هل زُرتَهُ، فـ (هل زُرتَهُ)(٤) استفهام، والاستفهام لا يكون خبراً، ولكنه يسد مسده ويقوم مقامه(٥). وكذلك قولك: زيد اضربه، وعمرو لا تشتمه، فالأمر والنهي سدا مسد الخبر، وليسا بخبرين.
  والخبر على ضربين: مفرد وجملة(٦). والأصل هو المفرد، والدليل على ذلك أنَّ المفرد يوحد بتوحيد المبتدأ، ويُثنّى بتثنيته، ويجمع بجمعه، ويُؤنَّث بتأنيثه، نحو
(١) (قال): ساقطة من (ع).
(٢) في (ع): (مفرد وجملة) بالجر على البدل.
(٣) في (ع): (والخبر).
(٤) (هل زرته): ساقط من (ع).
(٥) وهذا من قبيل النقل، وهو أن ينقل المبنى اللغوي من أصل استعماله إلى استعمال آخر، من ذلك العلم المنقول كـ (فضل) و (أسد)، والتمييز المنقول عن الفاعل نحو: (اشتعل الرأس شيبا) والمنقول عن المفعول نحو: زُرِعَتِ الأَرْضُ شَجَراً.
(٦) في (ع): (مفرد وجملة) بالجر على البدل.