باب الحروف التي تنصب الفعل
باب الحروف التي تنصب الفعل
  وهي أربعة: (أَنْ، وَلَنْ، وكي، وإذا). تقول: أُريدُ أَنْ تَقومَ، وَلَنْ تَنْطَلِقَ، وَقُمْتُ كَي تقوم. وأما (إذا) فإذا اعتمد [الفعل عليها] فإنّها تنصبه، تقول - إذا قال [لك قائل]: أَنَا أَزورك -: إِذَا(١) أُكْرِمَكَ، وَإِذَا [أُحْسِنَ إِلَيْكَ]، فتنصب الفعل لاعتماده على (إذَا). فإن [اعترضت] حشواً [واعتمد الفعل على ما] قبلها سقط عملها، تقول: أنا إذا أزورك، فترفع لاعتماد الفعل على [(أنا)، وكذلك إن] تأخرت(٢) تقول: أنا أزورك إِذًا، فترفع بتأخير (إِذَا)(٣) (٤)».
  اعلم أن هذه الحروف الناصبة للأفعال المضارعة على ضربين: منها ما يظهر ولا يجوز إضماره، وهو (لن، وإذا).
  فأما (لَنْ) فهي لنفي الأفعال المستقبلة، وهي جواب لمن قال: سيفعل زيد، فيقول المجيب: لن يفعل، فهي تقع أبداً لنفي الأبد(٥). وهي عند (سيبويه) حرف ناصب بمنزلة (أنْ) نصبت الفعل تشبيها بـ (أنْ). وعند (الخليل) أن أصلها (لا أن)(٦)، فحذف، وخُفّف لكثرته(٧)، كما قالوا: (أيش) و (وَيُلمه). / والأصل:
(١) في (ع) و (مل): (... أزورك تقول: إذا ...).
(٢) في الأصل: (تأخر)، وهو تحريف، والتصويب من (مل).
(٣) (وكذلك إن تأخرت ... بتأخير إذا.): ساقط من (ع).
(٤) (فترفع بتأخير إذا): ليست في (مل) أيضاً، والأرجح أن هذه العبارة مقحمة.
(٥) انظر شرح الكافية للرضي: ٢/ ٢٣٥. وشرح المفصل: ٧/ ١٥ - ١٦، وانظر ما قاله الزمخشري في الكشاف: ٢/ ١١٣ في معنى (لن) عند تفسيره لقوله تعالى: (لن ترني) الأعراف: ١٤٣. وقوله إنها لنفي الأبد دليل على اعتزاله. انظر ما سلف في ترجمته.
(٦) في (ع): (أصلها لا فحذف): بإسقاط (أن).
(٧) انظر الكتاب: ١/ ٤٠٧.