البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب عسى

صفحة 482 - الجزء 1

باب عسى

  قال: «اعلم أن (عَسى) فعل ماض غير متصرف، ومعناه المقاربة، وهو يرفع الاسم، وينصب الخبر كـ (كان)، إلا أن خبره لا يكون إلا فعلاً مستقبلاً، وتلزمه (أن)، وذلك قولك: عَسى زَيْدٌ أَنْ يَقومَ، وَعَسَى جَعْفَرٌ أَنْ يَنْطَلِقَ، قال الله سبحانه: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ}⁣(⁣١) / ويجوز أن تحذف (أن) فتقول: عَسَى زَيْدٌ يَقومُ، قال (هُدْبَةُ بنُ خَشْرَم):

  ١٧٤ - عَسَى الهَمُ الَّذِي أَمْسَيْتُ فِيهِ ... يَكونُ وَرَاءَهُ فَرَجٌ قَريبُ»⁣(⁣٢).

  اعلم أن (عسى) لما جعلوا له معنى غير معنى الفعل الذي هو أصله أشبه الحروف الموضوعة للمعاني فَجَمُدَ، كما أن الحروف جامدة، فلم يتصرف، فلا يُسْتَعْمَلُ منه (يَفْعَلُ) ولا (فاعل). وقال قوم: اسْتَغْنوا بما يقع بعده من الأفعال المستقبلة عن مستقبله.

  وكل فعل فلا بد له من فاعل، وفاعل هذا الفعل على ضربين:


(١) المائدة: (٥٢).

١٧٤ - البيت من الوافر من أبيات قالها في السجن بعد قتله زياد العذري. وهو في ديوانه: ٥٤، وانظر سيبويه: ١/ ٤٧٨، والمقتضب: ٣/ ٧٠، والجمل: ٢٠٩، والإيضاح: ١/ ٨٠، والأضداد للأنباري: ٢٣، والمرتجل: ١٣١، وابن يعيش: ٧/ ١١٧، ١٢١، والمقرب: ١/ ٩٨، والمغني: ١٦٤، ٦٤١، وشرح الكافية الشافية: ١/ ٤٥٥، والخزانة: ٤/ ٨١، والمقاصد: ٢/ ١٨٤، والهمع: ١/ ١٣٠.

(٢) في (مل) زيادة: «وتقول: عسى أن يقوم زيد، فـ (أن) وما بعدها في موضع رفع بـ (عسى) و (زيد) رفع بـ (يقوم)، وَكَفَتْ صلة (أن) من خبر (عسى).