البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الندبة

صفحة 407 - الجزء 1

باب الندبة

  اعلم أن الندبة تفجع وحُزنٌ ونَوحٌ وغمّ يلحق النّادب على المندوب عند فقده فيدعوه [و]⁣(⁣١) إن كان يعلم أنّه لا يُجيبُهُ. وأكثر ما يعتري ذلك النساء لفرط جزَعَهِنَّ وَبُكائهن وقلة صَبْرِهِنَّ. ودعاء النادب للميت كالدلالة على ما لحقه من الحزن، كما يدعو الإنسان المستغاث به لإزالة ما لحقه من الشدة، ولما كان الميت بحيث لا يسمع احتاجوا إلى مد الصوت فجعلوا حرف⁣(⁣٢) الندبة (يا) أو (وا)، وألحقوا ألفا في آخرها؛ لأن الألف من حروف المد؛ ليبعد الصوت / ويمتد.

  قال (أبو الفتح) |(⁣٣): اعلم أن الندبة إنّما وقعت في كلامهم⁣(⁣٤) تفجعًا على المندوب وإعلامًا من النادب أنه وقع⁣(⁣٥) في أمر عظيم وخطب جسيم، وأكثر من يتكلم بها⁣(⁣٦) النساء. وعلامتها (يا) و (وا) ولابد من أحدهما وتزيد ألفًا في آخر الاسم، فإذا وقفت ألحقتها هاء، وإذا وصلت حذفت الهاء، وإن شئت لم تلحق الألف، تقول: وازيداه، واعمراه، وإن شئت قلت: وازيد، واعَمْرُو⁣(⁣٧)».


(١) تكملة من (ع).

(٢) في الأصل و (ع): (حروف) وهو تحريف.

(٣) في (ع): (قال أبو الفتح بن جني: اعلم ...).

(٤) في مل: (في الكلام).

(٥) في مل: (قد وقع).

(٦) في (ع): (به).

(٧) في (مل): (... وتزيد ألفًا في آخر الاسم لمد الصوت، فإذا وقفت ألحقتها هاء وإذا وصلت حذفت الهاء، وإن شئت لم تلحق الألف، وذلك قولك: وازيدا وواعمرا، وإن شئت قلت: وازيد، وياعمرو. وتقول: وازيداه، واعمراه تلحق الهاء في الذي تقف عليه).