البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

مسائل من هذا الباب

صفحة 494 - الجزء 1

  له صدر الكلام، تقول: كَمْ إِنْسَانًا ضَرَبْتَ؟ فتنصب (كم) بـ (ضَرَبْت). فإن شَغَلْت الفعل بالهاء ارتفع موضع (كم)، فيكون مبتدأ وخبراً.

  فأما الجر فيكون على أحد أمرين: إما بحرف جرّ أو باسم يضاف إلى (كم) وكان من حق حرف الجر أن يكون مُؤَخَّرًا عن (كَمْ) لما قدمنا أنّه / لا يعمل فيها إلا ما بعدها، إلا أن الضرورة دعت إلى تقديمه؛ إذ كان الفعل الواقع بعده لا يتعدى إلا بحرف جرّ، ولا يمكن إدخاله على الفعل، فَأُدخل على (كم)، وموضع الجار مع المجرور⁣(⁣١) نصب بالفعل الذي بعده. فأما الاسم، نحو قولهم: ابْنُ كَمْ سَنَةٌ أَنْتَ؟ فـ (ابْنُ) رفع بالابتداء، و (كم) مجرور بإضافة (أبن) إليه، و (سنة) ينتصب على التمييز، و (أَنْتَ) خبر عن الـ (ابن). والله أعلم بالصواب.

مسائل من هذا الباب

  اعلم أنه لا يجوز أن تقول: كَمْ غُلْمَانًا لَكَ؟ فتنصب (غُلْمَانًا) بـ (كَمْ) على التمييز؛ لأن التمييز لا يكون إلا واحداً. ولا يجوز أن تنصبه على الحال؛ لأن العامل في الحال هو (لك)، ولا يجوز أن يتأخر العامل إلا أن يكون فعلاً محضاً، فإن كان معنى الفعل لم يجز أن يتأخر، ولهذا لم يجيزوا⁣(⁣٢): زَيْدٌ قائما فيها. فإن قدمت فقلت: كَمْ لَكَ غُلْمَانًا؟ جاز أن تنصبه⁣(⁣٣) على الحال كما تقول: عبد الله فيها قائما. فإن قلت: كَمْ غُلْمَانٌ⁣(⁣٤) لَكَ؟ كانت (كَم): مرفوعة بالابتداء و (غلمان): خبره، و (لك) صفة الغلمان.


(١) في (ع): (... الجار والمجرور).

(٢) في الأصل: (يجزوا)، وهو تصيف، والتصويب من (ع).

(٣) في (ع): (تنصب).

(٤) في (ع): ضبطت (غلمان) بالجر، وهو وهم.