البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب إعراب الاسم المعتل

صفحة 54 - الجزء 1

باب⁣(⁣١) إعراب الاسم المُعْتَلُ

  قال: «وهو على ضربين: منقوص، ومقصور. فالمنقوص كُلُّ اسم وقعت في آخره ياء قبلها كسرةٌ، نحو: (القاضي) و (الداعي)، وهذه الياء لا تدخلها ضمة ولا كسْرَةٌ، فإن⁣(⁣٢) لقيها ساكن بعدها حُذفت لالتقاء الساكنين، تقول في الرَّفْعِ: هذا قاض يا فتى، وفي الجر: مررت بقاض يافتى، وكان الأصل: هذا قاضي ومررتُ بقاضي⁣(⁣٣)، فأسكنت الياء استثقالاً للضمة والكسرة عليها، وكان التنوين بعدها ساكنًا فَحُذفت الياء لالتقاء الساكنين وبقيت الكَسْرَةُ قبلها تَدلُّ عليها».

  اعلم أن المنقوص إِنَّما سُمِّيَ منقوصا؛ لأنه دخله بعض الإعراب وهو النَّصْبُ، ولم يدخله رفع ولا جَرِّ فنقص بعضُهُ، فنقصه نقص إعراب لا نقص الحروف؛ وذلك لأنَّ⁣(⁣٤) هذه الياء لا تحتمل كسرةً ولا ضمة، وإنما لم تحتمل كسرة؛ لأنَّها⁣(⁣٥) من جنس / الكسرة وقبلها⁣(⁣٦) كسرةٌ فكان يُؤدِّي إلى اجتماع ثلاث كسرات وذلك ثقيل في كلامهم فخَفَّفُوها بحذف الكسرة، وإنما لم تحتمل


(١) (باب): ليست في (ع).

(٢) في (ع) و (مل): (وإن).

(٣) ضبطت اللفظتان (قاضي) و (بقاضي) في (مل): (قاضي) و (قاضي) بدون تنوين، وهو سهو.

(٤) (ذلك لان): ليست في (ع).

(٥) في (ع): (لأن الياء).

(٦) في (ع): (وقبل الياء).