البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب ألفات القطع والوصل

صفحة 652 - الجزء 1

باب ألفات القطع والوصل

  قال: «الألفات في أوائل⁣(⁣١) الكلم على ضربين: همزة قطع، وهمزة وصل فهمزة القطع هي التي ينقطع باللفظ بها ما قبلها عما بعدها. وهمزة الوصل هي التي تثبت في الابتداء، وتُحْذَفُ في الوصل؛ لأنّها إنما جيء بها تَوَصَّلاً إلى النُّطْقِ بالساكن لما لم يُمْكِنِ الابتداء به⁣(⁣٢)، فإذا اتصل ما بعدها بما قبلها حذفت للاستغناء عنها».

  اعلم أن ألف القطع تكون في الأسماء والأفعال، والحروف، وعلامتها أن يُقطع في اللفظ ما قبلها عما بعدها، وتكون هذه الهمزة مفتوحة، ومضمومة ومكسورة، وتثبت في الابتداء والدَّرْج والوقف، وهي كثيرة، ولكثرتها⁣(⁣٣) لم تحصر بعلامة، بل همزة الوصل محصورة، فإذا وقفت عليها علمت أن ما سواها همزة قطع.

  ومن⁣(⁣٤) علامات همزة القطع أن تكون فيما هو على وزن (أَفْعَلَ)، نحو (أَحْسَن وأَجْمَل وَأَكْرَم)، ومن علاماتها أنها تثبت في التصغير نحو: أحمد وأحمد، ونحو: إصْر⁣(⁣٥) تقول: أصير، وأن تدخل في جمع⁣(⁣٦) التكسير فيما هو


(١) في (ع): (في أول ...).

(٢) في الأصل: (بها) وهو خطأ، والتصويب من (ع) و (مل).

(٣) في (ع): (فلكثرتها).

(٤) في (ع): (فمن).

(٥) الإصر: العهد الثقيل. اللسان (أصر).

(٦) في (ع): (جميع)، وهو تحريف.