مسائل من هذا الباب
  (شَغَرَبَغَرَ) فالتقدير: شَعْراً لِبَغَرِ، تقول: ذهب القوم شَغَرَ بَغَرَ، أي متفرقين، من قولهم: شَغَرَ الكَلْبُ، إذا رفع إحدى رجليه للبول، وأصل (بَغَرَ) من قولهم: بَغَرَتِ السَّماءُ إِذا كثر مطرها. فإذا قالوا: اذهبوا شَغَرَ بَغَرَ، فمعناه: اذهبوا فاسعوا في التفرق. وقولهم: سقطوا بَيْنَ بَينَ، أي بَيْنا لبين، وقول الشاعر(١):
  نَحْمي حقيقتنا(٢) وبعضُ ... القَوْمِ / يَسْقُطُ بَيْنَ بَيْنا
  أي يذهب بين(٣) هؤلاء وهؤلاء، فكأنّه يدخل بين(٤) فريقين في أمر من الأمور فيسقط ولا يذكر. ومنه قولهم: همزة بَيْنَ بَيْنَ أي بين الهمزة والحرف. وكذلك (أَخْوَلَ أَخْوَلَ) أي أَخْوَلاً لأَخْوَل، أي متبددين، وبني الجميع على الفتح لخفة الفتحة، وهو في موضع الحال إذا كان مبنيا. ويجوز في جميع ذلك الإضافة إذا أخرجته عن الظرف والحال، فإذا قلت: آتيك في كل صباح مساء، وآتيك في يَوْمِ يوم، لم تَجُز غير الإضافة لخروجه عن الحال والظرف. والدليل على جواز الإضافة ما تقدم من ذكر تقدير اللام(٥)، فإذا نُزعت جازت الإضافة. والله أعلم.
مسائل من هذا الباب
  اعلم أنك إذا أدخلت على ما لا ينصرف الألف واللام أو أضفته دخله الكسر في موضع الجر؛ لأنّه قد أُمن فيه التنوين؛ لأن التنوين يُعاقب الإضافة والألف واللام، فلا يجتمع معهما في كلمة واحدة، وإنما خافوا أن يكسروا الاسم الذي
(١) في (ع): (وقوله).
(٢) (نحمي حقيقتنا): ليست في (ع).
(٣) في (ع): (فكأنه قال يذهب بين ...).
(٤) في (ع): (فكأنه يذهب بين ...).
(٥) في (ع): (الكلام)، وهو وهم.