باب ذكر الجمع
باب(١) ذكر الجمع
  قال: «أعلم أن الجمع للأسماء دون الأفعال والحروف. وهو على ضربين: جمع تصحيح، وجمع تكسير. فجمع التصحيح ما سلم فيه نظم الواحد وبناؤه(٢)، وهو على ضربين: جمع تذكير، وجمع تأنيث».
  اعلم أنَّه(٣) إِنَّما كان الجمع للأسماء دون الأفعال والحروف؛ لأنَّ الفعل يدلُّ على القليل وعلى الكثير، ألا ترى أنَّك إذا قلت: ضرب زيد، احتمل أن يكون ضرَبَ(٤) ضَرْبَةً واحدةً، واحتمل أن يكون ضَرَبَ(٤) ألف ضربة. وأيضا فلو كان الفعل يثنى أو(٥) يُجمع لكنت تقولُ: زَيْدٌ قاما، إذا كان قام مرتين، وقاموا، إذا قام ثلاث مرات، فلما امتنع ذلك عُلم أنَّه لا يُثنى ولا يجمع، وإنما يثنى أو يجمع ضمير الاسم في الفعل نحو قولنا: الزيدان يضربان، والزيدون يضربون. وأما الحرف فقد ذكرنا أن معناه في غيره فلا تصح تثنيته ولا جمعه.
  والجمع هو: ضم شيء إلى شيئين فصاعداً. والتثنية: ضم شيء إلى شيءٍ فقط. فكل تثنية جمع، وليس كلُّ جمع تثنية، ولهذه العلة فصل النحويون بين التثنية والجمع فجعلوا لكل واحد، بابا، وإن كان معنى الجمع موجوداً فيهما.
(١) (باب): ليست في (ع).
(٢) يعني بالنظم بقاء حروف الاسم المفرد على حالها من حيث الترتيب وهو ما سيعبر عنه الشارح بـ (النضد). ويعني بالبناء بقاء حركات حروف الاسم ماعدا حرف الإعراب على حالها أيضا.
(٣) (أنه): ساقطة من (ع).
(٤) في (ع): (ضربه) بإقحام الضمير.
(٥) في (ع): (ويجمع).