البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

مسائل من هذا الباب

صفحة 476 - الجزء 1

  أحدها: أن قوله: (زادا) تأكيد، وليس بتفسير.

  والثاني: أن تجعله عطف بيان أو بدلاً من (مثل)، فيكون التقدير: تزوّد زاداً كزاد أبيك.

  قال: «فإن كان الفاعل مؤننا كنت في إلحاق العلامة وتركها مخيراً، تقول: نعم المرأة هند، وإن شئت قلت: نعمت المرأة هند. فمن ألحق العلامة قال: هذا فعل كسائر الأفعال، ومَنْ لم يُلْحِقها أراد معنى الجنس فغلب عنده التذكير».

  اعلم أن من الحق في (نعم، وبئس) علامة التأنيث جعلهما كـ: قامت المرأة وقعدت / وَمَنْ لم يُلحق العلامة فقد ذهب إلى أشياء:

  أحدها: ما ذكره من تغليب التذكير لإرادة الجنس.

  والثاني: أنّه قال: إنّ هذين الفعلين لما لم يتصرفا أشبها الأفعال. والثالث: أن قولنا: قامت المرأة، إنما لزمت التاء⁣(⁣١) فعل المؤنث؛ لأنا إذا صرنا إلى المستقبل قلنا: تقوم، فجئنا بتاء علامة للتأنيث، فمن المحال أن تثبت في المستقبل، وتُحذف في الماضي. وليس كذلك (نِعْمَ، وبِئْسَ)؛ لأنهما ليس لهما مستقبل، فلذلك⁣(⁣٢) كان حذف العلامة عنده أحسن.

مسائل من⁣(⁣٣) هذا الباب

  اعلم أنه لا يجوز أن يكون المقصود بالمدح والذم إلا من جنس فاعل (نعم، وبئس) فلا يجوز أن تقول: نعم الرّجل هند؛ لأنّها ليست من الرجال. فأما قوله


(١) في الأصل: (الياء) وهو تصحيف، والتصويب من (ع).

(٢) في الأصل (فكذلك) وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٣) في الأصل (مسائل في ...)، وما أثبته من (ع).