باب المعرب والمبني
باب المعرب والمبني
  قال(١): «الكلام في الإعراب والبناء على ضربين: معرب ومبني. فـ (المُعْرَبُ) على ضَربَينِ: أَحدهما: الاسم المُتَمَكِّنُ. والآخَرُ: الفعل المضارع، وما عداهما من سائر الكلام فَمَبْني غَيْرُ مُعْرَبَ.
  اعْلَمْ أنَّه لما ذكر الكَلِمَ الثَّلاثَ: الاسم، والفعل، والحرف، وكان فيها ما هو معرب، وفيها ما هو مبني احتاجَ أَنْ يُبَيِّنَ: ما المُعْرَبُ؟ وما المبني؟ وبدأ بذكر المُعرب؛ لأنَّهُ الأصْلُ والأقوى، والمراد بالمعرب: ما يجوز أن تدخل عليه حركات الإعراب، سواء دخلت عليه أو(٢) لم تدخل ألا ترى أن قولنا: (زيد) اسم معرب، ونحن نقف عليه بالسكون، ولكن لو أدخلت عليه عاملاً لدخله الإعراب.
  وأما(٣) المبنى فما لا يتغير عن حالته التي استقر عليها من وقف، أو فتح، أو كسر، أو ضم، فالحروف كلُّها مبنيَّةٌ، والأسماء كلُّها معربة إلا ما شابه الحرف، ومشابهة الاسم للحرف [بأن](٤) يكون معناه في غيره أو بتضمنه معنى
(١) (قال): ساقط من (ع).
(٢) استعمل (أو) بعد همزة التسوية، ولعل هذا ترامى إليه من كونه فقيها. قال ابن هشام: «إذا عطفت بعد الهمزة بـ (أو) فإن كانت همزة التسوية لم يجز قياساً. وقد أولع الفقهاء وغيرهم بأن يقولوا: سواء كان كذا أو كذا. وهو نظير قولهم: يجب أقل الأمرين من كذا أو كذا، والصواب العطف في الأول بـ (ام) وفي الثاني بـ (أو) «/ مغني اللبيب: ص ٦٣، وانظر معاني الحروف للرماني: ص ١٧٣.
(٣) في (ع): (فاما).
(٤) تكملة من (ع).