باب خبر المبتدأ
  قولك: زيد قائم، والزيدان قائمان والزَّيدون قائمون، وهند قائمة، وما أشبه ذلك. والمفرد على ضربين: أحدهما: فيه ضمير، والآخر: ليس فيه ضمير. فالذي ليس فيه ضمير كل اسم ليس فيه معنى الفعل، نحو قولك: زيد أخوك، وعمرو أبوك، وبشر(١) صاحِبُكَ، وما أشبه ذلك مما(٢) هو غير مشتق من فعل.
  وما فيه ضمير: فهو / ما كان من أسماء الفاعلين والمفعولين والصفات المشبهة بأسماء الفاعلين، نحو (حَسَن) و (كَريم) و (شريف) وما أشبه ذلك. وإذا كان الخبر كذلك فإنه يعمل عمل الفعل، فيرتفع(٣) ما يقع بعده ارتفاع الفاعل(٤) بالفعل، وينصبه نصب المفعول به، تقول: زيد ضارب أبوه بكرا، فـ (أبوه) ارتفع بـ (ضارب) ارتفاع الفاعل بفعله، و (بكراً) انتصب بـ (ضارب) كما ينتصب بـ (ضرب).
  ولا بد أن يكون الخبر - إذا كان مفرداً - المبتدأ في المعنى، سواء كان فيه ضمير أو(٥) لم يكن فيه ضمير نحو قولك: زيد أخوك، فزيد أخوك، وأخوك زيد، وكذلك عمرو ضارب، فعمرو هو الضارب، والضارب هو عمر،.
  قال: «فإذا اجتمعت(٦) في الكلام معرفة ونكرة جعلت المبتدأ هو المعرفة والخبر هو النكرة، تقول: زيد جالس، فـ (زيد) هو المبتدأ
(١) في الأصل: (بشراً) بالنصب، وهو خطأ، والتصويب من (ع).
(٢) في الأصل: (فيما)، وهو تصحيف، والتصويب من (ع).
(٣) في الأصل و (ع): (فَيَرْفَعُ) وهو تحريف، والصواب ما أثبته لقوله بعد ذلك: (ارتفاع الفاعل ...).
(٤) في الأصل: (الفعل)، وهو وهم، والتصويب من (ع).
(٥) انظر ص ١٩ الحاشية رقم (٢).
(٦) في (ع) و (مل): (اجتمع).