البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب المفعول فيه

صفحة 205 - الجزء 1

  فيها، فشبهت بظروف الأواني التي تحل فيها الأشياء. (فَالخَليلُ) يُسميها ظروفًا. و (الفراء) يُسمّيها محال لحلول الأشياء فيها. و (الكسائي) يُسَمِّيها أَوْصافا؛ لأنها تكون أوصافاً للنكرات⁣(⁣١).

  وإنما تكون ظروفًا إِذا حَسُنَ فيها (في)؛ لأنَّ حقيقة الظُّرْفِ هو⁣(⁣٢) (في)، فَإِذا قُدرت فيها (في) كانت ظروفًا، وإذا أخبرت عنها لم يحسن فيها (في) فتكون⁣(⁣٣) اسما. مثالُ الظُّرْفِ قولُكَ: سِرْتُ أَمْسِ، وقُمْتُ اليومَ، وَمَرَرْتُ يومَ السبت، وأقْطَرْتُ يَوْمَ العيد، فهذه كلها يقدر فيها (في). فإن قلت: يوم الجمعة مُبارك، أَخْبَرْتَ عنهُ بالبَرَكَةِ، خَرَجَ عن كونه ظَرْفًا إلى الاسميَّة؛ / لأَنَّكَ أَخْبَرْتَ عنه، ألا ترى أنه لا يحسن أن تقول: في يوم الجمعة مبارك. وقد جاءَتْ أسماء للزَّمانِ⁣(⁣٤) لم تُسْتَعْمَلْ إِلا ظُروفًا، وذلك نحو (سَحَرٍ) إِذَا أَرَدْتَ سَحَرَ يَوْمِكَ، و (عتَمَة)، و (عَشِيَّة)، و (ضُحى) إذا أردت ضحى يومك، و (ذات مرة) و (بعيدات بَيْن).


(١) انظر كتاب المصطلح النحوي نشأته وتطوره حتى أواخر القرن الثالث: ١٣٦، وانظر الأصول: ١/ ٢٤٥ - ٢٤٦.

(٢) (هو): ليست في (ع).

(٣) في (ع): (فكانت).

(٤) في الأصل (الزمان)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).