باب المفعول فيه
  فيها، فشبهت بظروف الأواني التي تحل فيها الأشياء. (فَالخَليلُ) يُسميها ظروفًا. و (الفراء) يُسمّيها محال لحلول الأشياء فيها. و (الكسائي) يُسَمِّيها أَوْصافا؛ لأنها تكون أوصافاً للنكرات(١).
  وإنما تكون ظروفًا إِذا حَسُنَ فيها (في)؛ لأنَّ حقيقة الظُّرْفِ هو(٢) (في)، فَإِذا قُدرت فيها (في) كانت ظروفًا، وإذا أخبرت عنها لم يحسن فيها (في) فتكون(٣) اسما. مثالُ الظُّرْفِ قولُكَ: سِرْتُ أَمْسِ، وقُمْتُ اليومَ، وَمَرَرْتُ يومَ السبت، وأقْطَرْتُ يَوْمَ العيد، فهذه كلها يقدر فيها (في). فإن قلت: يوم الجمعة مُبارك، أَخْبَرْتَ عنهُ بالبَرَكَةِ، خَرَجَ عن كونه ظَرْفًا إلى الاسميَّة؛ / لأَنَّكَ أَخْبَرْتَ عنه، ألا ترى أنه لا يحسن أن تقول: في يوم الجمعة مبارك. وقد جاءَتْ أسماء للزَّمانِ(٤) لم تُسْتَعْمَلْ إِلا ظُروفًا، وذلك نحو (سَحَرٍ) إِذَا أَرَدْتَ سَحَرَ يَوْمِكَ، و (عتَمَة)، و (عَشِيَّة)، و (ضُحى) إذا أردت ضحى يومك، و (ذات مرة) و (بعيدات بَيْن).
(١) انظر كتاب المصطلح النحوي نشأته وتطوره حتى أواخر القرن الثالث: ١٣٦، وانظر الأصول: ١/ ٢٤٥ - ٢٤٦.
(٢) (هو): ليست في (ع).
(٣) في (ع): (فكانت).
(٤) في الأصل (الزمان)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).