باب المفعول له
  الخوف أو لأجل الخوف(١). وإِنَّما يصح ذلك إذا أردت: جنتك في حال خوفي.
  ولا يجوز في هذا المفعول أنْ تَنْصِبَهُ نصب المصادر ولا أنْ تُقيمَهُ مقامَ ما لَمْ يُسَمَّ فاعله، كما تُقيم المفعول به، وقد مضى بيان ذلك فيما تقدم، وكان الأصل فيه(٢): جئتُكَ لمَخَافَةِ الشَّرِّ ولابْتِغَاءِ الخَيْرِ ثُمَّ حَذَفت اللام، فوصل الفعل إلى هذا المصدر فنصبه. ويجوز أن تذكر اللام، ويجوز أن تحذفها. قال (الحارث بن هشام):
  ٦٢ - فَصَدَدْتُ عَنْهُمْ وَالأَحِبَّةُ دونَهُمْ ... طَمَعًا لَهُمْ بِعِقَابِ يَوْمٍ سَرْمَد
  ويُروى مُرْصد(٣). وقال (النابغةُ):
  ٦٣ - وَحَلَّتْ بُيوتي في يفاع(٤) مُمَنَّع ... يُخال(٥) بِهِ راعي الحمولة طائرا
  / حذارًا عَلى أنْ لا تُصاب مَقادَتي ... وَلا نسوتي حَتَّى يَمُتْنَ حَرَائِرا
  أي: الْحَذَرِ عَلَيْهِنَّ.
(١) العبارة ركيكة: تريد كذا وأنت تريد كذا!
(٢) (فيه): ساقطة من (ع).
٦٢ - س البيت من الكامل وهو في سيبويه ١/ ١٨٥، والأصول: ١/ ٢٥٠، والسيرة: ٥٢٣، والرواية فيها: (فصفحت عنهم والأحبة فيهم ... يوم مُفسد)، وفي ابن يعيش: ٢/ ٥٤ برواية: (فصددت عنهم والأحبة فيهم .... مفسد).
(٣) (ويروي مرصد): ساقط من (ع).
٦٣ - البيتان من الطويل، من قصيدة يذكر فيها مرض النعمان. انظر الديوان: ١١٧ - ١١٨، وسيبويه: ١/ ١٨٥، والأصول: ١/ ٢٥١، والتبصرة: ١/ ٢٥٥ - ٢٥٦، والأول في ابن يعيش: ٢/ ٥٤، وشرح الكافية الشافية: ٢/ ٥٤٤.
اليفاع: المكان المرتفع من الأرض المشرف على ما حوله الحمولة: الإبل قد أطاقت الحمل والمعنى أن المكان لارتفاعه يُظَنُّ فيه راعي الإبل طائراً مُحَلّقًا لصغره وارتفاعه. المقادة: الطاعة.
(٤) في الأصل: (بقاع) وهو تصحيف، والتصويب من (ع).
(٥) في الأصل و (ع): (تَخالُ) وهو تصحيف؛ لأنه كان يجب فتح الياء من (راعي) أو اعتبارها ساكنة على أن في البيت ضرورة، ولما كانت رواية الديوان وكل ما وقفت عليه من الكتب: (يُخال) كان حمل الأمر فيها على التصحيف أولى من حمله على الضرورة.