المقدمة
  
المقدمة
  الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد إمام المتقين وعلى آله وصحبه الغر الميامين.
  أما بعد فكان لأستاذنا العلامة أحمد راتب النفاخ شيخ العربية في بلاد الشام أكبر الفضل في حتّي على العمل في التحقيق، فقد قرأنا عليه أيام كنا طلبة في دبلوم الدراسات العليا عدداً من النصوص المحققة، وكان - جزاه الله عنا كل خير - يوقفنا على الأوهام التي قد يقع فيها المحقق منبها ومحذراً.
  ثم كانت تلك الوقفة التي وقفتها في القاعة المخصصة للمخطوطات في المكتبة الظاهرية حيث رأيت ذلك الحشد الضخم من المخطوطات العربية تنتظر من يخرجها إلى النور، فآليت على نفسي منذ تلك اللحظة أن أكون من سدنتها.
  وبُعيد انتهائي من السنة المنهجية في جامعة أم القرى رحت أُفَتِّش في الأفلام التي جمعها مركز البحث العلمي عن مخطوطة أقوم بتحقيقها رسالة لنيل درجة الماجستير فوقعت عيناي على نسخة. من هذا الكتاب، وهي مصورة مكتبة عاطف أفندي. وبعد تقليبها وقراءة مواضع منها فتشت في فهرس المخطوطات العربية عن نسخ أخرى، فوقفت على نسختين أخريين هما: نسخة المكتبة الظاهرية بدمشق ونسخة مكتبة الشهيد علي بتركيا.
  أما الأسباب التي دفعتني إلى تحقيق هذا الكتاب فهي:
  أولاً: أن الكتاب شرح لمتن من المتون التي شاع صيتها، وكثرت شروحها.
  ثانيا: أن المادة النحوية التي احتواها الكتاب جديرة بأن يطلع عليها الباحثون من المختصين وطلبة العلم.