باب الاستثناء
  وأما (لَيْسَ) و (لا يكونُ) وَ (عَدا) فما بعْدَهُنَّ منصوب أبداً، تقولُ: قامَ القومُ ليس زيداً، وانْطَلَقوا لا يكون بكرا، وذهبوا عدا جعْفَراً.
  وأما (خلا) و (حاشا) فيكونان فِعْلَيْن فينصبان ويكونان حرفين فيجران، تقول: قامَ القومُ خَلا زَيْدٍ، وخَلا زيدًا، وَحَاشَا عَمْرٍو، وَحَاشَا عَمْرًا، قال الشاعر:
  ٧٤ - حاشا أَبِي ثَوْبَانَ إِنَّ بِهِ ... ضَنَّا عَلى المَلْحاةِ وَالشَّتم
  فإِنْ قُلتَ: ما خَلا زَيْدًا، نَصَبْتَ مع (ما) لا غير، قال الشاعر:
  ٧٥ - أَلا كُلُّ شَيْءٍ ما خَلَا اللَّهَ بَاطِلُ ... وَكُلُّ نَعِيمٍ لا مَحالَةَ زَائِلُ»
  اعلم أن بيان هذه الجملة قد مضى. وقد مضى أيضًا أنَّ (عَدا) يكونُ حَرْفًا وابن جني [لَمْ](١) يَذكر ذلك، وقد ذكره غيره(٢)، وقد أتينا عليه. ومَن جَعَلَ (حاشا) فعلاً(٣) كان مأخوذاً من (الحشا): وهو الناحية نحو قول الشاعر(٤):
٧٤ - تقدم الشاهد برقم (٦٩).
٧٥ - تقدم الشاهد برقم (٦٨).
(١) تكملة من (ع).
(٢) لم يحفظ سيبويه في (عدا) غير الفعلية، الكتاب: ١/ ٣٧٧، وتبعه ابن جني فلم يذكر أنها تكون حرفًا. وحفظ الأخفش حرفيتها، وهو ثابت بالنقل عن العرب. انظر المساعد ١/ ٥٨٤ - ٥٨٥.
(٣) ولم يحفظ سيبويه النصب بعد (حاشا)، الكتاب ١/ ٣٧٧، وأجاز ذلك الأخفش والجرمي والمازني والمبرد والزجاج، وحكي بالنقل الصحيح عن العرب. انظر المساعد: ١/ ٥٨٥.
(٤) هو المعطل الهذلي. أو مالك بن خالد.