البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الاستثناء

صفحة 240 - الجزء 1

  وأما (لَيْسَ) و (لا يكونُ) وَ (عَدا) فما بعْدَهُنَّ منصوب أبداً، تقولُ: قامَ القومُ ليس زيداً، وانْطَلَقوا لا يكون بكرا، وذهبوا عدا جعْفَراً.

  وأما (خلا) و (حاشا) فيكونان فِعْلَيْن فينصبان ويكونان حرفين فيجران، تقول: قامَ القومُ خَلا زَيْدٍ، وخَلا زيدًا، وَحَاشَا عَمْرٍو، وَحَاشَا عَمْرًا، قال الشاعر:

  ٧٤ - حاشا أَبِي ثَوْبَانَ إِنَّ بِهِ ... ضَنَّا عَلى المَلْحاةِ وَالشَّتم

  فإِنْ قُلتَ: ما خَلا زَيْدًا، نَصَبْتَ مع (ما) لا غير، قال الشاعر:

  ٧٥ - أَلا كُلُّ شَيْءٍ ما خَلَا اللَّهَ بَاطِلُ ... وَكُلُّ نَعِيمٍ لا مَحالَةَ زَائِلُ»

  اعلم أن بيان هذه الجملة قد مضى. وقد مضى أيضًا أنَّ (عَدا) يكونُ حَرْفًا وابن جني [لَمْ]⁣(⁣١) يَذكر ذلك، وقد ذكره غيره⁣(⁣٢)، وقد أتينا عليه. ومَن جَعَلَ (حاشا) فعلاً⁣(⁣٣) كان مأخوذاً من (الحشا): وهو الناحية نحو قول الشاعر⁣(⁣٤):


٧٤ - تقدم الشاهد برقم (٦٩).

٧٥ - تقدم الشاهد برقم (٦٨).

(١) تكملة من (ع).

(٢) لم يحفظ سيبويه في (عدا) غير الفعلية، الكتاب: ١/ ٣٧٧، وتبعه ابن جني فلم يذكر أنها تكون حرفًا. وحفظ الأخفش حرفيتها، وهو ثابت بالنقل عن العرب. انظر المساعد ١/ ٥٨٤ - ٥٨٥.

(٣) ولم يحفظ سيبويه النصب بعد (حاشا)، الكتاب ١/ ٣٧٧، وأجاز ذلك الأخفش والجرمي والمازني والمبرد والزجاج، وحكي بالنقل الصحيح عن العرب. انظر المساعد: ١/ ٥٨٥.

(٤) هو المعطل الهذلي. أو مالك بن خالد.