باب الترخيم
  وفي (زيدون) اسم رجل(١): يا زيدُ أَقْبِل، وفي (بَصْرِيَّ) علما: يا بَصْرِ أقبل، وفي (زَيْدي) علما: يا زَيْدِ هَلُمَّ، وفي (هندات) علماً: ياهند(٢)».
  اعلم أن العلة في حذف الزائدين؛ أنّهما زيدا معا فجريا مجرى حرف واحد؛ لأن الزائدين في هذه الأسماء لم يوجد(٣) إلا مجتمعين، فلم يجز حذف أحدهما، وترك الآخر. وقد اعترض على ذلك برجل اسمه (بنونَ) أنه لا تسقط الواو والنون والجواب عنه أنّ (بنونَ) بمنزلة (ثمود)؛ لأن الواو والنون اتصلتا بلفظ لا يستعمل مفرداً، ألا ترى أنّه لا يقال: (بَنْ) في (ابن) فصارت الواو والنون كأنهما / من نفس الكلمة، فلم يسقطا معا. فَمَنْ قال: (يا حار) بكسر الراء قال: (يا بنو)، ومن قال: (يا حارُ) بضم الراء قال: (يا بني)، تقلب الواو ياء لوقوعها طرفًا وقبلها ضمة وذلك غير موجود في كلامهم، فإذا أدى القياس إلى ذلك رفض.
  قال: «فإن كان آخر الاسم أصلاً إلا أن قبله حرف مد زائداً حذفتهما جميعًا؛ لأنّهما أشبها الزائدين اللذين زيدا معًا فَحُذفا معا، وذلك إذا كان يبقى بعد حذفهما ثلاثة أحرف فصاعداً تقول في ترخيم (منصور): يامَنْصُ، وفي (عمار): يا عم، وفي (زحليل)(٤): يا زحل فتحذف الطرف وما قبله لما ذكرت لك».
(١) في الأصل: (... زيدون علما اسم رجل) بإقحام (علما) والتصويب من (ع)، و (مل). وفي الأصل و (ع) ضبطت (اسم رَجُل) بالرفع، وهو خطأ.
(٢) في (مل): (يا هنْدَ أَقْبِلْ).
(٣) في الأصل: (يوجد)، وهو تحريف، والتصويب من (ع).
(٤) تَزَحَلَ: تَنَحَى وَتَباعَدَ فهو زَحِلٌ وَزِحْليل ... والزّحليلُ: السريع مثل به سيبويه، وفسره السيرافي، قال ابن جني: قال أبو علي: زحليلٌ: من الزَّحْلِ كَسِحْتيت من السُّحْتِ. اللسان (زحل).