باب الحروف التي تنصب الفعل
  (أَيُّ شَيْءٍ) و (وَيْلَ أُمِّهِ). واحتج عليه (سيبَوَيْهِ) بأنها لو كانت كذلك لما جاز أن تقول: زَيْدًا لَنْ أَضْرِبَ، كما لا يجوز أن تقول: زيداً لا أَنْ أَضْرِبَ؛ لأنّ ما فِي صِلَةِ (أنْ) لا يعمل فيما قبله(١).
  وأما (إذا) فتعمل إذا اجتمعت(٢) لها أربع شرائط: إذا كانت جوابا. وكانت مُبْتَدَأَةً. ولم يكن الفعل الذي بعدها معتمداً على ما قبلها، وكان(٣) فعلاً مستقبلاً. يقول القائل: أنا أكرمك، فتقول: إذا أحبكَ.
  وهي ثلاثة أضرب:
  ضرب تعمل ولا يجوز إلغاؤها، وهو. هذا الذي ذكرناه(٤)، وضرب: يجوز [أن يعمل ويجوز أن](٥) يُلغى، يجري مجرى باب (ظننت) وأخواتها، وذلك إذا وقعت (إذا) بعد الواو أو الفاء، نحو قوله تعالى: {وَإِذًا لَا يَلْبَثُونَ خِلَافَكَ إِلَّا قَلِيلًا ٧٦}(٦) وإنما كان كذلك؛ لأن الواو والفاء لا يكونان إلا متعلقين بما قبلهما، و (إذا) إذا كان ما قبلها محتاجًا إلى ما بعدها لم تعمل، نحو قولك: زَيْدٌ إِذًا يَقومُ، فَأُلغيت (إِذًا) لحاجة ما بعدها إلى ما قبلها. فإذا كان قبلها واو أو فاء وهما للعطف صار ما بعد (إذا) من تمام ما قبلها(٧)، فرفعت. وإن جعلت الواو مستأنفةً صار لها
(١) نفس المصدر السابق.
(٢) في (ع): (اجتمع).
(٣) في الأصل رسمت (كا) بإسقاط النون سهواً. والتصويب من (ع).
(٤) في (ع): (وهو ما تقدم).
(٥) تكملة من (ع).
(٦) الإسراء: (٧٦)، و (خلفك) هي قراءة ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم برواية أبي بكر، وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي وعاصم برواية حفص: (خلافك) انظر السبعة: ٣٨٣ - ٣٨٤.
ومن الثلاثة المكملين العشرة قرأ أبو جعفر: (خَلْفَكَ) وقرأ يعقوب وخلف: (خلافك) انظر النشر: ٢/ ٣٠٨، والبدور الزاهرة: ١٨٦.
(٧) (فإذا كان قبلها واو ... من تمام ما قبلها): ساقط من (ع).