باب كم
  بما يسأله عنه.
  وأما الرفع فإنّ (كَمْ) تكون(١) بمنزلة الأوقات والمرات و (عَمَّةٌ) مبتدأ كما ذكر، و (قَدْ(٢) حَلَبَتْ): الخبر، ولك): في موضع الصَّفَة و (كَمْ) مُلْعَاةٌ مُكَفِّرَةٌ لعدد الحلبات، تقديره: كَمْ حَلْبَةٍ عَمَّتُكَ قَدْ حَلَبَتْ. فاعرف ذلك(٣).
  قال: «واعلم أن (كَمْ) اسم فتكون مرفوعة، ومنصوبة، ومجرورة تقول في الرفع: كَمْ مالكَ؟ فـ (كَمْ): مرفوعة بالابتداء، و (مالك): خبر عنها. وتقول في النصب: كَمْ إِنْسَانًا ضَرَبَت؟ وتقول في الجر: بِكُمْ إِنسان مررت».
  اعلم أن (كم) إذا وقعت موقع الرفع، وكان ما بعدها ظرفًا أو حرف جر كانت هي المبتدأ، وما بعدها خبر عنها، تقول: كَمْ رَجُلاً عِنْدَكَ؟ فـ (كَمْ): مُبتدأ و (عندك) خبره، و (رجلاً) مُفَسِّر للعدد. وإن وقع بعدها اسم جاز أن تكون هي الخبر، وما بعدها المبتدأ، وجاز أن تكون هي المبتدأ وما بعدها الخبر، تقول: كم جريباً(٤) أرْضُك؟ فيجوز أن تكون (كم) مبتدأة، و (الأرض) الخبر، ويجوز أن تكون (الأَرْضُ) المبتدأ، وَ (كَمْ) الخبر. فأما إذا كان بعدها حرف الجر والظرف فهي المبتدأ لما تقدم أن الظرف لا يكون(٥) مبتدأ.
  فأما إذا وقعت في موضع نصب فلا يعمل فيها إلا ما بعدها؛ لأن الاستفهام
(١) (تكون): ساقطة من (ع).
(٢) (قد): ساقطة من (ع).
(٣) في (ع): (... حلبت. والله أعلم بالمراد).
(٤) الجريب: «مقدار معلوم الذراع والمساحة، وهو عشرة أقفزة، كل قفيز منها عشرة أعشراء، فالعشير جزء من مائة جزء من الجريب، وقيل: الجريب من الأرض نصف الفنجان» اللسان: (جرب).
(٥) في (ع): (الظروف لا تكون ...).