البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب كم

صفحة 493 - الجزء 1

  بما يسأله عنه.

  وأما الرفع فإنّ (كَمْ) تكون⁣(⁣١) بمنزلة الأوقات والمرات و (عَمَّةٌ) مبتدأ كما ذكر، و (قَدْ⁣(⁣٢) حَلَبَتْ): الخبر، ولك): في موضع الصَّفَة و (كَمْ) مُلْعَاةٌ مُكَفِّرَةٌ لعدد الحلبات، تقديره: كَمْ حَلْبَةٍ عَمَّتُكَ قَدْ حَلَبَتْ. فاعرف ذلك⁣(⁣٣).

  قال: «واعلم أن (كَمْ) اسم فتكون مرفوعة، ومنصوبة، ومجرورة تقول في الرفع: كَمْ مالكَ؟ فـ (كَمْ): مرفوعة بالابتداء، و (مالك): خبر عنها. وتقول في النصب: كَمْ إِنْسَانًا ضَرَبَت؟ وتقول في الجر: بِكُمْ إِنسان مررت».

  اعلم أن (كم) إذا وقعت موقع الرفع، وكان ما بعدها ظرفًا أو حرف جر كانت هي المبتدأ، وما بعدها خبر عنها، تقول: كَمْ رَجُلاً عِنْدَكَ؟ فـ (كَمْ): مُبتدأ و (عندك) خبره، و (رجلاً) مُفَسِّر للعدد. وإن وقع بعدها اسم جاز أن تكون هي الخبر، وما بعدها المبتدأ، وجاز أن تكون هي المبتدأ وما بعدها الخبر، تقول: كم جريباً⁣(⁣٤) أرْضُك؟ فيجوز أن تكون (كم) مبتدأة، و (الأرض) الخبر، ويجوز أن تكون (الأَرْضُ) المبتدأ، وَ (كَمْ) الخبر. فأما إذا كان بعدها حرف الجر والظرف فهي المبتدأ لما تقدم أن الظرف لا يكون⁣(⁣٥) مبتدأ.

  فأما إذا وقعت في موضع نصب فلا يعمل فيها إلا ما بعدها؛ لأن الاستفهام


(١) (تكون): ساقطة من (ع).

(٢) (قد): ساقطة من (ع).

(٣) في (ع): (... حلبت. والله أعلم بالمراد).

(٤) الجريب: «مقدار معلوم الذراع والمساحة، وهو عشرة أقفزة، كل قفيز منها عشرة أعشراء، فالعشير جزء من مائة جزء من الجريب، وقيل: الجريب من الأرض نصف الفنجان» اللسان: (جرب).

(٥) في (ع): (الظروف لا تكون ...).