البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب العدد

صفحة 540 - الجزء 1

  والسابق، فلما صاروا إلى المؤنث حذفوا الهاء؛ لئلا يَشْتَبِها.

  [قال]⁣(⁣١): «فإن تجاوزت العشرة قلت في المذكر: (أَحَدَ عَشَرَ) تبني الاسمين على الفتح في كل حال، وفي المؤنث: (إحدى عشرة)، كذلك في كل وجه».

  اعلم أن ألفاظ العدد من (أَحَدَ عَشَرَ) إلى (تسْعَةَ عَشَرَ تُبنى على الفتح إلا (اثْنَيْ عَشَرَ) فَإِنَّ (عَشَرَ) مبني، و (الاثنان) معرب. وإنما بنى هذا النوع؛ لأنّ التقدير: أَحَدٌ وَعَشْرَةٌ، وَثَلاثَةٌ وَعَشَرَةٌ، فَحُذفت الواو تخفيفا، وضمن الاسمان معناها فبنيا على الفتح لخفّة الفتحة؛ لأنّ الاسم متى تضمن معنى حرف بني، وجاز أن يتوالى في ذلك ست حركات لأنّهما اسمان في الحقيقة لا اسم واحد. فأما (إحْدى عَشْرَةَ) في المؤنّث فإن الألف ساكنة لا تحتمل الحركة. فإن قيل: فالألف للتأنيث والهاء في العشرة للتأنيث فكيف⁣(⁣٢) جمعوا بين علامتي تأنيث في اسم واحد؟

  قيل له: / إنّما راعوا اسم كل واحد على الانفراد، كما أدخلوا الحركات، وراعوا الانفصال. فلذلك (جاز) إلحاق علامة التأنيث. ومنهم من يقول⁣(⁣٣): إِنَّ الألف للإلحاق لا للتأنيث كألف (أرطى).

  قال: «وفي⁣(⁣٤) المذكر: عندي اثْنَا عَشَرَ رجلاً، ورأيتُ اثْنَيْ عَشَرَ رجلاً، ومررتُ بِاثْنَي عَشَرَ رَجُلاً، تجعله في الرفع بالألف وفي النصب


(١) تكملة من (ع).

(٢) في الأصل: (وكيف) بالواو، وهو تحريف، والتصويب من (ع).

(٣) في (ع): (ومن الناس من يقول).

(٤) في (مل): (وتقول في ...).