البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب الجمع

صفحة 567 - الجزء 1

  يقال: ما أعطاني قُذَعْمِلَة، أي ما أعطاني شيئًا، ويقال للناقة الشديدة قُذَعْمِلَةٌ.

  قال: «وتقول فيما رابعه ألف أو ياء أو واو، نحو: سرداح وسراديح، ومفتاح ومفاتيح، وشنظير وشناظير، ومعطير ومعاطير، وجرموق وجراميق، ويعقوب ويعاقيب، تقلب الألف والواو ياءً لسكونهما⁣(⁣١) وانكسار ما قبلهما⁣(⁣٢). فإن كان فيه زائدتان متساويتان⁣(⁣٣) كنت في حذف أيهما شئت مُخَيَّراً، تقول في حَبَنطى: خياطي⁣(⁣٤) فيمن حذف النون، وفيمن حذف الألف: حبائط. وكذلك في سرندي: سرادي⁣(⁣٥) و سراند».

  اعلم أنه قد بينا الوجه في إثبات الواو والياء والألف إذا وقعن روابع، فإذا كسرت معطيرًا قلت: مَعاطيرُ فأبقيت الياء، ولولا ذلك لجاز أن تقول: معاطر⁣(⁣٦). وتقول في تكسير جُرموق ومفتاح: جراميق ومفاتيح، فتقلب الواو والألف ياء لانكسار ما قبلهما؛ وذلك لأن العرب تستثقل الخروج من كسرة⁣(⁣٧) إلى ضمة، والواو إذا وقعت ساكنة كالضمة؛ لأنها مأخوذة منها فكما قالوا: ميزان، وميقات، وميثاق، والأصل: موزان وموقات وموثاق، لأنّه من الوَزْنِ وَالوَقْتِ والوثيقة، ولكنَّ الواو لما وقعت بعد كسرة قلبت ياء. فكذلك في جُرموق تقول:


(١) في الأصل و (ع): (سكونها)، وهو تحريف، والتصويب من (مل).

(٢) في (ع): (قبلها)، وهو تحريف.

(٣) في (ع) و (مل): (زائدان متساويان).

(٤) في (مل) رسمت (حباط).

(٥) في (مل) رسمت (سرادٍ).

(٦) في (ع): (معاطير) وهو تحريف.

(٧) في الأصل (كثرة) بالثاء، وهو تحريف، والتصويب من (ع).