باب التصغير
  تحقير عُروة: عُريَّة، وفي نُسوَة: نُسَيَّة(١) (٢).
  اعلم أنه لما وقعت ياء التصغير قبل الواو والياء ساكنة، قلبت الواو [ياء](٣) (٤) كما قلبت في ميت وسيد، والأصل: ميوتٌ وَسَيُودٌ(٥). ومن العرب مَنْ لا يقلب ذلك وَيُظهِرُ الواو مع الياء، فتقول: أُسَيْوِدٌ وَأَحَيُولٌ.
  وكذلك ما زيدت فيه الواو نحو قسور وجدول؛ لأن قَسْوَرًا أصله من القَسْرِ، قَسْوَرٍ وجدول أصله من الجدل، وهو الفتل، فإنّ (سيبويه)(٦) قوى ظهور الواو فيهما اعتباراً بالجمع وأنشد قول (الفرزدق):
  ٢٤٠ - إلى هادرات صعاب الرؤوس ... قساور للقشور الأصيد
  وغير (سيبويه)(٧) يقول: جديلٌ وَتُسَيِّرٌ، ويحتج بأن الواو إذا وقعت لاما
(١) (فإن كانت الواو لاما ... نسوة نسية) ورد في الأصل مختلطا بكلام الشارح حيث وقعت بعد قول الشارح: (... قلبت الواو ...) وقبل قوله: (كما قلبت في ميت وسيد ...) وهو وهم من بعض النساخ. والعبارة ساقطة من (ع).
(٢) في (مل) زيادة: (وَقَشوةٍ: قُشَيَّة، وَشَكْوَةٍ: شُكَيَّة).
(٣) تكملة من (ع).
(٤) انظر الحاشية رقم (١) من هذه الصفحة.
(٥) انظر الإنصاف المسألة رقم (١١٥): ٢/ ٧٩٥.
(٦) الكتاب: ٢/ ١٣١.
٢٤٠ - البيت من المتقارب.
وهو في ديوانه: ١/ ١٧٤، وسيبويه: ٢/ ١٣١، والمنصف: ٣/ ٤٢. وفي الديوان جعل نهاية الصدر: (صعاب الرُّؤو) وبداية العجز: (س قساور) وعلى هذا يَخْتَلُ الوزن؛ لأن البيت من المتقارب عروضه سالمة (فعولن) وضربها محذوف (فَعُلُ) والتفعيلة الأولى من العجز لحقها زحاف القبض فأصبحت (فعولُ). وانظر أيضًا تخليط محقق المنصف فيه.
الهادرات: أراد بها جماعات تفخز وتتسع في القول فشبهها بالفحول التي تهدر، صعاب الرؤوس: أي لاتنقاد القسور: الشديد. الأصيد: الذي يرفع رأسه عزَّةً وَكبْراً.
(٧) هذا رأي المبرد انظر المقتضب: ١/ ٢٥٦، ٢/ ٢٤١ - ٢٤٢، ٢٨٢.