البيان في شرح اللمع لابن جني،

عمر الكوفي أبو البركات (المتوفى: 539 هـ)

باب التصغير

صفحة 642 - الجزء 1

  تحقير عُروة: عُريَّة، وفي نُسوَة: نُسَيَّة⁣(⁣١) (⁣٢).

  اعلم أنه لما وقعت ياء التصغير قبل الواو والياء ساكنة، قلبت الواو [ياء]⁣(⁣٣) (⁣٤) كما قلبت في ميت وسيد، والأصل: ميوتٌ وَسَيُودٌ⁣(⁣٥). ومن العرب مَنْ لا يقلب ذلك وَيُظهِرُ الواو مع الياء، فتقول: أُسَيْوِدٌ وَأَحَيُولٌ.

  وكذلك ما زيدت فيه الواو نحو قسور وجدول؛ لأن قَسْوَرًا أصله من القَسْرِ، قَسْوَرٍ وجدول أصله من الجدل، وهو الفتل، فإنّ (سيبويه)⁣(⁣٦) قوى ظهور الواو فيهما اعتباراً بالجمع وأنشد قول (الفرزدق):

  ٢٤٠ - إلى هادرات صعاب الرؤوس ... قساور للقشور الأصيد

  وغير (سيبويه)⁣(⁣٧) يقول: جديلٌ وَتُسَيِّرٌ، ويحتج بأن الواو إذا وقعت لاما


(١) (فإن كانت الواو لاما ... نسوة نسية) ورد في الأصل مختلطا بكلام الشارح حيث وقعت بعد قول الشارح: (... قلبت الواو ...) وقبل قوله: (كما قلبت في ميت وسيد ...) وهو وهم من بعض النساخ. والعبارة ساقطة من (ع).

(٢) في (مل) زيادة: (وَقَشوةٍ: قُشَيَّة، وَشَكْوَةٍ: شُكَيَّة).

(٣) تكملة من (ع).

(٤) انظر الحاشية رقم (١) من هذه الصفحة.

(٥) انظر الإنصاف المسألة رقم (١١٥): ٢/ ٧٩٥.

(٦) الكتاب: ٢/ ١٣١.

٢٤٠ - البيت من المتقارب.

وهو في ديوانه: ١/ ١٧٤، وسيبويه: ٢/ ١٣١، والمنصف: ٣/ ٤٢. وفي الديوان جعل نهاية الصدر: (صعاب الرُّؤو) وبداية العجز: (س قساور) وعلى هذا يَخْتَلُ الوزن؛ لأن البيت من المتقارب عروضه سالمة (فعولن) وضربها محذوف (فَعُلُ) والتفعيلة الأولى من العجز لحقها زحاف القبض فأصبحت (فعولُ). وانظر أيضًا تخليط محقق المنصف فيه.

الهادرات: أراد بها جماعات تفخز وتتسع في القول فشبهها بالفحول التي تهدر، صعاب الرؤوس: أي لاتنقاد القسور: الشديد. الأصيد: الذي يرفع رأسه عزَّةً وَكبْراً.

(٧) هذا رأي المبرد انظر المقتضب: ١/ ٢٥٦، ٢/ ٢٤١ - ٢٤٢، ٢٨٢.