باب التصغير
  الياءات، حتى لا يحذفوا شيئًا، وهذا لا يُقاس عليه.
  وأمَّا مَغْرِب فكان الوجه فيه مُغَيِّربِّ إلا أنّهم زادوا فيه ألفًا ونونا للمبالغة قصار مَغرِبان،(١) ثُمَّ صغَروه فقالوا: مُغَيْرِبان، ثُمَّ جمعوه فقالوا: مُغَيْرِبانات.
  فأما إنسان فقالوا في تصغيره: أَنَيْسان، وكان الوجه: أُنَيْسيان؛ لأنَّ الأصل فيه إنسيان(٢).
  فأما أُصَيْلال ففيه شذوذ من ثلاثة أوجه: أحدها: أنهم صغروا الجمع. والثاني: أنهم أبدلوا(٣) من النون لاما. والثالث: نقل لفظ الواحد إلى الجمع؛ ذلك لأن أُصَيْلانَ جمع أصيل، كما تقول: رَغيفٌ وَرُغْفانٌ، وَقَضِيبٌ وَقُضبان، وهذا الجمع لا يُصَغَرُ وإِنَّما يُرَدُّ إلى واحده في التصغير، فيقال: رغيفات، وقضيبات يجمع بالألف والتاء، وكان الأصل في أصيل أن يقال: أُصيل(٤). وذلك جميعه لا يُقاس عليه بل يسمع سماعاً.
(١) في الأصل و (ع): (مُغيربان)، وهو وهم.
(٢) وافق الشارح في هذه المسألة الكوفيين انظر الإنصاف المسألة رقم (١١٧): ٢/ ٨٠٩ وكان الشارح وهم في شرح هذه اللفظة فظن أن (أنيسان) وهو قياس تصغير إنسان على مذهب ابن جني والبصريين شاذا، (أَنَيْسيان) الشَّاذُ في التصغير على مذهبهم قياساً. وانظر شرح الشافية: ١/ ٢٧٣ وما بعدها.
(٣) رسمت في الأصل: (أبددلوا)، وهو سهو، والتصويب من (ع).
(٤) في (ع): (وكان الأصل في أصيل أن يُصغر فيقال: أصيل .....).