فصل: في الخبر
الْمَقْصَدُ الرَّابِعُ: فِي أُمُور عامة
  وَهُوَ أَبْوَابٌ
الْبَابُ الْأَوَّلُ فِي الْأَخْبَارِ
فَصْلٌ: فِي الْخَبَرِ
  الْخَبَرُ: صِدْقٌ وَكَذِبٌ.
  فَالصِّدْقُ: مُطَابَقَةُ حُكْمِهِ لِلْوَاقِعِ.
  وَالْكَذِبُ عَدَمُهَا، لَا لِاعْتِقَادِ الْمُخْبِرِ، وَعَدَمُهَا، خِلَافًا لِلنَّظَّامِ.
  وَلَا لِلْمَجْمُوعِ، وَعَدَمُهَا، خِلَافًا لِلْجَاحِظِ، فَمَا عَدَاهُمَا وَاسِطَةٌ.
  لَنَا: الْإِجْمَاعُ عَلَى تَكْذِيبِ الْكَافِرِ إِذَا قَالَ الْإِسْلَامُ بَاطِلٌ، وَتَصْدِيقِهِ إِذَا قَالَ هُوَ حَقٌّ.
  وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ١}[المنافقون ١] مَحْمُولٌ عَلَى رُجُوعِ التَّكْذِيبِ إِلَى خَبَرٍ تَضَمَّنَهُ نَشْهَدُ، أَوِ الْمُؤَكِّدَاتُ، أَوْ إِلَى الْخَبَرِ الْمَشْهُودِ فِي زَعْمِهِمْ، أَوْ إِلَى حَلِفِهِمْ بِإِنْكَارِ مَا قَالوا. وَمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى {أَم بِهِ جِنَّةٌ}[سبأ: ٨] أَمْ لَمْ يَفْتَرِ؛ لِذِكْرِهِ قَسِيمًا لِلْاِفْتِرَاءِ.