متن غاية السؤل في علم الأصول،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

فصل: في الخبر

صفحة 57 - الجزء 1

الْمَقْصَدُ الرَّابِعُ: فِي أُمُور عامة

  وَهُوَ أَبْوَابٌ

الْبَابُ الْأَوَّلُ فِي الْأَخْبَارِ

فَصْلٌ: فِي الْخَبَرِ

  الْخَبَرُ: صِدْقٌ وَكَذِبٌ.

  فَالصِّدْقُ: مُطَابَقَةُ حُكْمِهِ لِلْوَاقِعِ.

  وَالْكَذِبُ عَدَمُهَا، لَا لِاعْتِقَادِ الْمُخْبِرِ، وَعَدَمُهَا، خِلَافًا لِلنَّظَّامِ.

  وَلَا لِلْمَجْمُوعِ، وَعَدَمُهَا، خِلَافًا لِلْجَاحِظِ، فَمَا عَدَاهُمَا وَاسِطَةٌ.

  لَنَا: الْإِجْمَاعُ عَلَى تَكْذِيبِ الْكَافِرِ إِذَا قَالَ الْإِسْلَامُ بَاطِلٌ، وَتَصْدِيقِهِ إِذَا قَالَ هُوَ حَقٌّ.

  وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ ١}⁣[المنافقون ١] مَحْمُولٌ عَلَى رُجُوعِ التَّكْذِيبِ إِلَى خَبَرٍ تَضَمَّنَهُ نَشْهَدُ، أَوِ الْمُؤَكِّدَاتُ، أَوْ إِلَى الْخَبَرِ الْمَشْهُودِ فِي زَعْمِهِمْ، أَوْ إِلَى حَلِفِهِمْ بِإِنْكَارِ مَا قَالوا. وَمَعْنَى قَوْلِهِ تَعَالَى {أَم بِهِ جِنَّةٌ}⁣[سبأ: ٨] أَمْ لَمْ يَفْتَرِ؛ لِذِكْرِهِ قَسِيمًا لِلْاِفْتِرَاءِ.