متن غاية السؤل في علم الأصول،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

مسألة

صفحة 106 - الجزء 1

الْبَابُ السَّادِسُ فِي النَّاسِخِ وَالْمَنْسُوخِ

  الْنَّسْخُ: بَيَانُ انْتِهَاءِ حُكْمٍ شَرْعِيٍّ بِطَرِيقٍ شَرْعِيٍّ مُتَرَاخٍ.

مَسْأَلَةٌ

  وَهُوَ جَائِزٌ، وَنَفَاهُ بَعْضُ الْيَهُودِ، وَوُقُوعَهُ بَعْضُهُمْ وَبَعْضُ الْمُسْلِمِينَ.

  لَنَا: الْقَطْعُ بِالْجَوَازِ، وَاخْتِلَافُ الْمَصَالِحِ بِاخْتِلَافِ الْأَوْقَاتِ.

  وَالْأَمْرُ بِتَزْوِيجِ بَنَاتِ آدَمَ مِنْ بَنِيهِ مِنْ غَيْرِ تَخْصِيصٍ وَلَا تَقْيِيدٍ ثُمَّ التَّحْرِيمُ اتِّفَاقًا. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {مَا نَنسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنسِهَا}⁣[البقرة: ١٠٦].

  وَالْإِجْمَاعُ عَلَى أَنَّ شَرِيعَتَنَا نَاسِخَةٌ، وَنَسْخُ التَّوَجُّهِ وَالْوَصِيَّةِ لِلْأَقْرَبِينَ.

  وَتَبَعِيَّةُ الْمَصْلَحَةِ تَنْفِي الْعَبَثَ، وَاخْتِلَافُهَا يَنْفِي الْبَدَا.

  وَقَوْلُهُمْ: «الْأَوَّلُ مُقَيَّدٌ أَوْ مُؤَبَّدٌ فَلَا نَسْخَ» إِنْ أرِيدَ لَفْظًا فَلَا حَصْرَ، وَإِلَّا فَلَا امْتِنَاعَ.

  وَقَوْلُهُمْ عَنْ مُوسَى «هَذِهِ شَرِيعَةٌ مُؤَبَّدَةٌ» مُخْتَلَقٌ.

  وَنَفَى وُقُوعَهُ فِي الْقُرْآنِ أَبُو مُسْلِمٍ؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {لَّا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ}⁣[فصلت: ٤٢]

  قُلْنَا: لَيْسَ بَاطِلًا.