المقدمة
الْمُقَدِّمَةُ
  أُصُولُ الْفِقْهِ: الْقَوَاعِدُ الْمُوصِلَةُ بِذَاتِهَا إِلَى اسْتِنْبَاطِ الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ الْفَرْعِيَّةِ عَنْ أَدِلَّتِهَا التَّفْصِيلِيَّةِ.
  وَالْأَصْلُ: الدَّلِيلُ.
  وَهُوَ: مَا يُمْكِنُ التَّوَصُّلُ بِصَحِيحِ النَّظَرِ فِيهِ إِلَى مَطْلُوبٍ خَبَرِيٍّ.
  وَقِيلَ: إِلَى الْعِلْمِ بِهِ، فَمَلْزُومُ الظَّنِّ أَمَارَةٌ.
  وَقِيلَ: هُوَ الْمُرَكَّبُ مِنْ قَضِيَّتَيْنِ لِلتَّأَدِّي إِلَى مَجْهُولٍ نَظَرِيٍّ.
  وَالْفِقْهُ: اعْتِقَادُ تِلْكَ الْأَحْكَامِ كَذَلِكَ.
  وَغَايَتُهُ: الْعِلْمُ بِأَحْكَامِ اللهِ تَعَالَى.
  وَمَوَضُوعُهُ: أَدِلَّةُ الْفِقْهِ الْكُلِّيَّةُ.
  وَهَهُنَا أَبْحَاثٌ يُحْتَاجُ إِلَيهَا:
الْبَحْثُ الْأَوَّلُ
  الْعِلْمُ بِمَعْنَىً يُقَابِلُ غَيْرَ الثَّابِتِ مِنْ تَصَوُّرٍ أَوْ تَصْدِيقٍ، وَبِمَعْنًى يَشْمَلُهُ.
  وَبِالْأَوَّلِ قِيلَ: لَا يُحَدُّ؛ لِأَنَّهُ ضَرُورِيٌّ لِوَجْهَيْنِِ:
  الْأَوَّلُ: أَنَّ عِلْمَ كُلِّ أَحَدٍ بِوُجُودِهِ ضَرُورِيٌّ، وَهَذَا عِلْمٌ خَاصٌّ، فَالْعِلْمُ جُزْءٌ مِنْهُ، وَالْعِلْمُ بِالْجُزْءِ سَابِقٌ عَلَى الْعِلْمِ بِالْكُلِّ، وَالسَّابِقُ عَلَى الضَّرُورِيِّ بِالضَّرُورِيَّةِ أَوْلَى.
  قُلْنَا: الضَّرُورِيُّ حُصُولُ عِلْمٍ جُزْئِيٍّ بِوُجُودِهِ، وَلَيْسَ تَصَوُّرَهُ وَلَا مُسْتَلْزِمًا لَهُ.