متن غاية السؤل في علم الأصول،

الحسين بن القاسم بن محمد (المتوفى: 1050 هـ)

المقدمة

صفحة 20 - الجزء 1

الْمُقَدِّمَةُ

  أُصُولُ الْفِقْهِ: الْقَوَاعِدُ الْمُوصِلَةُ بِذَاتِهَا إِلَى اسْتِنْبَاطِ الْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ الْفَرْعِيَّةِ عَنْ أَدِلَّتِهَا التَّفْصِيلِيَّةِ.

  وَالْأَصْلُ: الدَّلِيلُ.

  وَهُوَ: مَا يُمْكِنُ التَّوَصُّلُ بِصَحِيحِ النَّظَرِ فِيهِ إِلَى مَطْلُوبٍ خَبَرِيٍّ.

  وَقِيلَ: إِلَى الْعِلْمِ بِهِ، فَمَلْزُومُ الظَّنِّ أَمَارَةٌ.

  وَقِيلَ: هُوَ الْمُرَكَّبُ مِنْ قَضِيَّتَيْنِ لِلتَّأَدِّي إِلَى مَجْهُولٍ نَظَرِيٍّ.

  وَالْفِقْهُ: اعْتِقَادُ تِلْكَ الْأَحْكَامِ كَذَلِكَ.

  وَغَايَتُهُ: الْعِلْمُ بِأَحْكَامِ اللهِ تَعَالَى.

  وَمَوَضُوعُهُ: أَدِلَّةُ الْفِقْهِ الْكُلِّيَّةُ.

  وَهَهُنَا أَبْحَاثٌ يُحْتَاجُ إِلَيهَا:

الْبَحْثُ الْأَوَّلُ

  الْعِلْمُ بِمَعْنَىً يُقَابِلُ غَيْرَ الثَّابِتِ مِنْ تَصَوُّرٍ أَوْ تَصْدِيقٍ، وَبِمَعْنًى يَشْمَلُهُ.

  وَبِالْأَوَّلِ قِيلَ: لَا يُحَدُّ؛ لِأَنَّهُ ضَرُورِيٌّ لِوَجْهَيْنِِ:

  الْأَوَّلُ: أَنَّ عِلْمَ كُلِّ أَحَدٍ بِوُجُودِهِ ضَرُورِيٌّ، وَهَذَا عِلْمٌ خَاصٌّ، فَالْعِلْمُ جُزْءٌ مِنْهُ، وَالْعِلْمُ بِالْجُزْءِ سَابِقٌ عَلَى الْعِلْمِ بِالْكُلِّ، وَالسَّابِقُ عَلَى الضَّرُورِيِّ بِالضَّرُورِيَّةِ أَوْلَى.

  قُلْنَا: الضَّرُورِيُّ حُصُولُ عِلْمٍ جُزْئِيٍّ بِوُجُودِهِ، وَلَيْسَ تَصَوُّرَهُ وَلَا مُسْتَلْزِمًا لَهُ.