المنطوق
الْبَابُ الْخَامِسُ فِي مَفْهُومَاتِ الْخِطَابِ
الْمَنْطُوقُ
الْمَنْطُوقُ: مَا أَفَادَهُ اللَّفْظُ مِنْ أَحْوَالِ مَذْكُورٍ.
  فَإِنْ ذُكِرَتْ فَصَرِيحٌ، وَإِلَّا فَغَيْرُهُ.
  وَأَيْضًا: إِنْ أَفَادَ مَعْنًى لَا يَحْتَمِلُ غَيْرَهُ فَنَصٌّ، وَإِنِ احْتَمَلَ فَإِنْ تَسَاوَيَا فَمُجْمَلٌ، وَإِلَّا فَإِنْ حُمِلَ عَلَى الْمَرْجُوحِ بِمَا يُصَيِّرُهُ رَاجِحًا فَمُؤَوَّلٌ، وَإِلَّا فَظَاهِرٌ.
  وَالْمُؤَوَّلُ: قَرِيبٌ يَكْفِيهِ أَدْنَى مُرَجِّحٍ، وَبَعِيدٌ يَحْتَاجُ الْأَقْوَى، وَبَيْنَهُمَا، وَمُتَعَذِّرٌ فَيُرَدُّ.
  وَأَمْثِلَتُهَا فِي الْمُطَوَّلَاتِ.
  وَمِنْهُمْ مَنْ خَصَّهُ بِالصَّرِيحِ، فَهُوَ: مَا أَفَادَهُ اللَّفْظُ مِمَّا وُضِعَ لَهُ.
الْمَفْهُومُ
  وَالْمَفْهُومُ بِخِلَافِهِ، وَعَلَى الثَّانِي: يَلْزَمُ عَنْ مُفْرَدٍ عَقْلًا أَوْ شَرْعًا، مِثْلُ (إِرْمِ) (اعْتِقْ عَبْدَكَ عَنِّي)، وَعَلَيْهِمَا عَنْ مُرَكَّبٍ: مُوَافِقٍ كَفَحْوَى الْخِطَابِ، وَلَحْنِهِ، وَيَكُونُ قَطْعِيًّا وَظَنِّيًّا.
  وَمُخَالِفٍ وَيُسَمَّى دَلِيلَ الْخِطَابِ، وَمَفْهُومَ الْمُخَالَفَةِ.
  وَمِنْهُ: مَفْهُومُ الصِّفَةِ، وَالشَّرْطِ، وَالْغَايَةِ، وَالْعَدَدِ، حَيْثُ لَا فَائِدَةَ سِوَى التَّخْصِيصِ.
  وَهُوَ مَعْمُولٌ بِهِ؛ وَإِلَّا انْتَفَتْ فَائِدَةُ الذِّكْرِ، وَلَمَا قَالَ بِهِ أَئِمَّةُ اللُّغَةِ.
  وَفِي الشَّرْطِ: يَلْزَمُ مِنِ انْتِفَائِهِ انْتِفَاءُ الْمَشْرُوطِ. قِيلَ: قَدْ يَكُونُ سَبَبًا.