المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

النسبة لما كان على حرفين بسبب حذف ثالثه

صفحة 151 - الجزء 1

  الرد إخلال بالكلمة⁣(⁣١)، بخلاف أب - مثلاً - كما تقدم، وإن شئت رددت؛ لأن اللام قابل للتغير.

  (وابني وبَنَوي) في المنسوب إلى ابن؛ هذا مثال الثاني⁣(⁣٢)؛ فلك الاكتفاء بالعوض لقيامه مقام المعوض، فتقول: ابني، ولك الرد إلى الأصل وحذف العوض؛ لئلا يجمع بينه وبين المعوض، فتقول: بنوي.

  وإنما قلنا: إن الهمزة عوض عن اللام؛ لمعاقبتها إياها؛ إذ لا يجتمعان. وهذا⁣(⁣٣) حكم مطرد في كل ثلاثي محذوف اللام في أوله همزة الوصل.

  (وحِرِي وحِرَحِي) - كعِنَبي - في المنسوب إلى حِرْح، وهذا أيضاً مثال للأول، ولو وصله بالمثال الأول لكان أولى، وإنما مثل للأول بمثالين لأن أحدهما من المعتل اللام، وثانيهما من صحيحه.

  واعلم أنك إذا نسبت إلى ما أصل عينه السكون برد اللام فإنك تفتح عينه إذا لم يكن مضاعفاً⁣(⁣٤)؛ لأن العين صارت لازمة للحركة الإعرابية، فلما رددت المحذوف قصدت أن لا تجردها عن بعض الحركات تنبيهاً على لزومها للحركات قبل، والفتحة أخفها؛ ففتحتها.

  (وأبو الحسن) الأخفش (يسكن ما أصله السكون) رداً إلى الأصل، (فيقول: غَدْويّ كَفَلْسي، وحِرْحِي) كحِبْري.

  ولم يذكر⁣(⁣٥) للثالث مثالاً، ومثاله: اسمي وسُِمْوي في المنسوب إلى اسم.


(١) بحذف اللام وحركة العين؛ لأن العين هنا ساكنة، بخلاف أب. تمت.

(٢) وهو ما كان متحرك الأوسط من المحذوف اللام وعوض فيه همزة وصل.

(٣) قال الرضي: واعلم أن كل ثلاثي محذوف اللام في أوله همزة الوصل تعاقب اللام فهي كالعوض منها؛ فإن رددت اللام حذفت الهمزة، وإن أثبت الهمزة حذفت اللام. تمت.

(٤) فإن كان مضاعفاً كما إذا نسبت إلى «رُبَ» المخففة فإنك تقول: ربِّي بالإسكان للإدغام اتفاقاً؛ لئلا يثقل بفك الإدغام. تمت. منه

(٥) أي: المصنف، للثالث: وهو ما كان ساكن الوسط من المعتل اللام وعوض فيه همزة وصل.