المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[النسب بغير الياء]

صفحة 165 - الجزء 1

  فإنه ذكر بعضهم أنه جاء رجلٌ بمعنى راجلٍ، واستشهد له بقول الشاعر:

  أما أقَاتِلُ عن ديني على فرسي ... وهكذا رَجُلاً إلا بأصحابي⁣(⁣١)

  ومعنى البيت: الإنكار على من يرى أن مقاتلة هذا الشاعر لا تليق إلا في حال مصاحبته لأصحابه، فقال: لِمَ لا أقاتل منفرداً، سواء أكون فارساً أو راجلاً؟

  وذكر في الكشاف أنه يقال: [جاء] رجُلٌ رَجُلٌ، أي: رَجُلٌ راجِلٌ، انتهى، وعلى هذا فهو من باب الصفة؛ فلا يناسب إيراده هنا.

  (و) الغالب في جمع فِعَل - بكسر الفاء وفتح العين - (نحو: عِنَب) أن يكون (على) أفْعَال، نحو: (أعْنَاب) في القلة والكثرة. وظاهر هذا: أن المجرد مما يميز واحده بالتاء يُجْمَع تكسيراً؛ فيكون أعناب جمعاً لعنب، وأشجار جمعاً لشجر، لا لعنبة وشجرة.

  وقال الرضي: إن المجرد كالجمع الكثير فالأولى أن لا يجمع⁣(⁣٢)، وقد صرح⁣(⁣٣) بأن أشجاراً جمع لشجرة، فينبغي أن يقال في أعناب كذلك.

  (وجاء) قليلاً في جمعه أفْعُلٌ في القلة، نحو: (أضْلُع، و) فُعُول في الكثرة، نحو: (ضُلُوع) في جمع ضِلَع - بكسر الضاد وفتح اللام - وهو لغة في ضِلْع - بكسر الضاد وسكون اللام -.

  (و) الغالب في جمع نحو: فِعِل - بكسر الفاء والعين - نحو (إِبِل) أن يكون (على) أفْعال، نحو: (آبالٍ فيهما) أي: في القلة والكثرة.

  (و) الغالب في جمع فُعَل نحو: (صُرَد) لطائرٍ أن يكون (على) فُعْلان - بضم الفاء وسكون العين -، نحو: (صُرْدان فيهما) أي: في القلة والكثرة.


(١) البيت من البسيط، قائله حيي بن وائل، ويروى: ولا كذا رجلاً، ورجلاً معناه: راجلاً، كما تقول العرب: جاءنا فلان حافياً رجلاً، أي: راجلاً. تمت. من حواشي شرح الرضي.

(٢) إلا أن تقصد الأنواع. تمت.

(٣) أي: المصنف. تمت.