المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

بحث جمع الصفات

صفحة 173 - الجزء 1

  فيقال: أرَضَات وأهَلات - بالفتح - كتَمرات، وقد يسكن جمع «أهل» اعتداداً بالوصف العارض؛ فإنه في الأصل اسم دخله معنى الصفة⁣(⁣١)؛ ولذا جمع بالواو والنون، ودخلت عليه التاء، قال⁣(⁣٢):

  وأهلَةِ ودّ قد تبريت ودهم ... وأبليتهم في الحمد جهدي ونائلي

  أي: وجماعة مستأهلة للود، ويقال: عُرَُسات - بالضم والفتح - كما في: حُجُرات، ويقال: عِيَْرات - بالفتح والسكون - والعير: الإبل التي عليها الأحمال.

  ولما فرغ من جمع ما يجمع بالألف والتاء فقط مما فيه التاء ظاهرة ذكر حكم القسم الثاني⁣(⁣٣) منه فقال: (وباب سنة) أي: الثلاثي الذي عوض من لامه هاء التأنيث كسنة، فإن أصلها سَنوة؛ بدليل سنوات، أو سَنْهة⁣(⁣٤)؛ لقولهم سانهت، (وقُلَة) وهي عودان: قصير وطويل يلعب بهما الصبيان، والأصل: قُلَوة، (وثُبَة) وهي الجماعة، والأصل: ثُبَيَة، فحذفت اللام في الثلاثة اعتباطاً، وعوِّض عنها التاء، (جاء فيه) - أي: في هذا الباب - جمعه بالواو والنون، فقيل: (سُِنون، وقُِلُون، وثُِبُون)؛ جبراً لما لحقها من الوهن بحذف لاماتها، فجُمِعَت على أشرفِ الجموع وإن كان خلاف القياس، وغُيِّر أوائل بعضها؛ تنبيهاً على أنها ليست بجمع سلامة حقيقة، فقالوا في المفتوح الفاء نحو سَنَة: سِنُون - بكسر الفاء -، وجاء ضمها أيضاً، وهو قليل. وجاء في بعض مضموم الفاء مع الضم الكسر أيضاً، كالقُِلُون والثُِّبُون، وليس بمطرد؛ إذ الظُّبُون⁣(⁣٥)


(١) لأنه بمعنى مستحق. تمت.

(٢) البيت من شعر أبي الطمحان القميني، ومعنى «تبريت ودهم»: تعرضت له وبذلت طاقتي ونائلي. والنول والنوال: العطاء. والنائل: مثله. تمت.

(٣) وهو الذي يجمع تارة بالألف والتاء وتارة بالألف والنون. تمت.

(٤) كجبهة. تمت. صحاح، وتفتح النون، ذكره الرضي.

(٥) ظبة السيف وظبة السهم: طرفه، وأصلها ظبو (*)، والهاء عوض عن الواو، والجمع: أظب في أقل العدد، وظبات وظبون. تمت. صحاح. (*) بوزن صرد كما في اللسان.