جمع الصفة المزيد فيها مدة ثالثة
  (ونحو: صبور) مما مدته واو وفاؤه مفتوح فقط كما عرفت يجمع إذا كان لمذكر (على) فُعُل - بضمتين - نحو: (صُبُر غالباً)، ويستوي في هذا البناء المذكر والمؤنث، إلا أن الغالب في جمع المؤنث فعائل كما سيأتي، والتاء في(١) نحو: ملولة للمبالغة لا للتأنيث، فيجمع معها بالألف والتاء، نحو: ملولات.
  (وجاء على) غير الغالب بناءان: فُعَلاء - بضم الفاء وفتح العين - نحو: (وُدَداء) في وَدُود، (و) أفعال، نحو: (أعداء) في عدو.
  (وفعيل بمعنى مفعول بابه) في الجمع (فَعْلى) يعني أن ما ذكرنا في الجمع من نحو: كريم إلى آخره حكم فعيل بمعنى فاعل، وأما فعيل بمعنى مفعول فبابه فعلى، ولو قدمه على قوله: «ونحو: صبور ... إلى آخره» لكان أولى كما لا يخفى(٢)، وكان عليه أن يقول: «بابه فعلى إذا كان آفة»، إذ لو لم يكن من الآفات والمكاره التي يصاب بها الحي كالجرح والقتل لم يجمع هذا الجمع، نحو: رجل حميد، فلا يقال: حمدى، (كجرحى وأسرى وقتلى) في جمع: جريح وقتيل وأسير.
  (وجاء: أُسارى) - بضم الهمزة - لأن أصل فعالى - بفتح الفاء - في المذكر(٣) أن يكون جمع فعلان كسَكْران وسَكَارى، وقد يضم فيه(٤) الفاء كما سيأتي، فحمل أسير عليه؛ لمشاركته نحو: «لهفان» في حرارة الجوف، وضموا أوله كما يضم أول فَعَالى جمع فَعْلان، والتزموا الضم في هذا المحمول.
  (وشذ) في جمعه: فُعلاء - بضم الفاء - وذلك قولهم في قتيل وأسير: (قُتلاء، وأُسراء)، ووجه ذلك مع شذوذهما: حمل فعيل بمعنى مفعول على فعيل بمعنى فاعل، نحو: كريم وكرماء.
(١) جواب سؤال مقدر تقديره: إنكم ذكرتم أن فعول يستوي فيه المذكر والمؤنث فلم ألحقت التاء في ملولة؟ والجواب ما ذكر. تمت.
(٢) من عادته، حيث يقدم ما فيه الكسرة والياء على ما فيه الضم والواو. تمت. منه
(٣) لا فعالى في المؤنث فهو جمع فعلاء كما يأتي في نحو: صحراء وصحارى.
(٤) أي: في سكارى.