المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

جمع ما زيادته مدة ثانية

صفحة 188 - الجزء 1

  فليس في شيء منها تاء ظاهرة، وحكم المؤنث بالتاء المقدرة فيها حكم المذكر، وجمعه جمعه غالباً، فاكتفى عن التصريح ببيان جمعها، ولذلك⁣(⁣١) صرح ببيان جمع عجوز؛ لما خالف مذكره في جمعه الغالب كما عرفت.

  وقلنا: «غالباً»؛ لأنه قد جاء على قلة في جمع فعال المؤنث بالتاء المقدرة فعائل كهجان وهجائن، وأما فُعال - بضم الفاء - فالتاء الظاهرة تدخله.

  قال الرضي: وقياس جمع فُعالة كامرأة طُوالة أن يكون كجمع فعيلة؛ لمساواة مذكره مذكره، يشير بذلك إلى ما نقله عن سيبويه من أن فُعالا بمنزلة فعيل، نحو: طُوال وطويل، وخُفاف وخفيف، ويدخل في مؤنثه التاء كما يدخل في مؤنث فعيل، نحو: امرأة طويلة وطُوالة، فكما يجمع مؤنث فعيل على فعائل وفِعال كذلك حق مؤنث فُعال.

جمع ما زيادته مدة ثانية

  ولما فرغ مما زيادته مدة ثالثة شرع في بعض ما زيادته مدة ثانية فقال: (فاعل) أي: هذا بيان جمع فاعل، وهو إما اسم أو صفة:

  (الاسم نحو: كاهل) وهو ما بين الكتفين، يجمع غالباً (على) فواعل نحو: (كواهل)، قلبت ألفه واواً تشبيهاً للتكسير بالتصغير.

  (وجاء) في جمعه فُعْلان - بضم الفاء - نحو: (حُجْران) في جمع حاجر، وهو: ما يمسك الماء عند شفة الوادي، من الحَجْر، وهو المنع. وعده في الأسماء لأنه قد غلب في الحاجر المخصوص، فلم يبق على وضع الوصفية، فصار كالأسماء، (و) فِعْلان - بكسر الفاء - نحو: (جِنَّان) في جمع جانٍّ، وهو أبو الجن، وقد جاء على أفْعِلة كوادٍ وأودية.


(١) أي: ولأجل أن الاكتفاء عن التصريح ببيان جمع الثلاثة المذكورة بسبب كون حكم المؤنث بالتاء المقدرة فيها حكم المذكر وجمعه جمعه غالباً صرح ... إلخ، فحين انتفى الاستواء في الجمع انتفى الاكتفاء عن التصريح بالبيان. والله أعلم