المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

جمع الصفة

صفحة 190 - الجزء 1

  (وعلى) فُعُل - بضمتين - كبُزُل في بازل، وهو البعير الذي انشق نابه، وذلك في السنة التاسعة، وقد يخفف بتسكين العين نحو: (بُزْلٌ)، وذلك في لغة تميم، وأما الأجوف نحو: عُوْط وحُوْل جمع عائط وحائل فيجب عند الجميع إسكان واوه؛ للاستثقال. (و) على فُعَلاء نحو: (شُعَراء) في شاعر، (و) على فُعْلان نحو: (صُحبان) في صاحب، (و) على فِعَال نحو: (تِجَار) في تاجر، (و) على فُعُول نحو: (قُعُود) في قاعد.

  (وأما فوارس) في جمع فارس (فشاذ)، يوهم أن جمع فاعل الصفة على فواعل شاذ مطلقاً، وليس كذلك، بل إذا كان فاعل وصفاً لمن يعقل، وأما غير العاقل فيجمع فيه على فواعل إلحاقاً له بالمؤنث، نحو: جِمال بوازل، وأيام مواضٍ.

  وما ذكر من شذوذ فواعل في جمع فاعل للعقلاء هو مذهب سيبويه، وظاهر كلامه⁣(⁣١) أنه لم يجيء إلا فوارس، وقال غيره: قد جاء هوالك أيضاً، يقال: فلانٌ هالكٌ في الهوالك، قال السيرافي: وجاء في الشعر أيضاً [الوافر]:

  أحامي عن ذِمَارِ بني سُلَيمٍ ... ومثلي في غوانيكم قليل⁣(⁣٢)

  وقال المبرد: إنَّ جمعَ فاعل الصفة إذا غلبت عليه الاسمية كفارس - حيث اختص براكب الفرس - على فواعل أصلٌ، وإنه في الشعر شائع حسن، قال [الكامل]:


(١) أي: كلام سيبويه حيث قال: «وفوارس شاذ»، قال الرضي: قال سيبويه: ولا يجوز في هذا الوصف الغالب فواعل كما كان في الاسم الصريح؛ لأن له مؤنثاً يجمع على فواعل، ففرقوا بين جمع المذكر وجمع المؤنث، وقال: وقد شذ فوارس، وقال غيره: جاء هوالك أيضاً ... إلخ. تمت.

(٢) البيت لعتيبة بن الحارث قاله لجزء بن سعد، والبيت في شرح الشافية وشرح شواهدها هكذا:

أحامي عن ذمار بني أبيكم ... ومثلي في غوائبكم قليل

وأحامي: من الحماية: وهي الحفظ. والذِّمار - بكسر الذال المعجمة -: ما وراء الرجل مما يحق عليه أن يحميه، وعندما قال الشاعر لجزء ذلك قال: نعم، وفي شواهدنا، واستشهد بالبيت على أن غوائب جمع غائب. تمت. من شرح شواهد الشافية.