المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

جمع ما آخره ألف التأنيث

صفحة 197 - الجزء 1

  (كُسالى، وسُكارى، وعُجالى، وغُيارى) بالضم، ولا تصريح بالحصر فيه⁣(⁣١).

  ثم ذكر جمع فَيْعِل فقال: (وفَيْعِل نحو: مَيِّت) يجمع (على) أفعال نحو: (أموات، و) فِعَال - بكسر الفاء - نحو: (جياد) في جمع جَيِّد (و) أفْعِلاء نحو: (أبْيِنَاء) في جمع بَيِّن.

  ثم ذكر صفات لم تكسَّر فقال: (ونحو: شرَّابون) - بفتح الشين - (وحَسَّانون) - بفتح الحاء وضمها - (وفسِّيقون)، وهذه الثلاثة أبنية للمبالغة، لا يستوي فيها المذكر والمؤنث، ومثلها فُعَّل كزُمَّل⁣(⁣٢) وجُبَّإٍ⁣(⁣٣)، وفُعَّيْل كَزُمَّيل وسُكَّيت⁣(⁣٤). (و) نحو: (مضروبون، ومُكْرَِمون، ومُكْرَمون) من كل جارٍ على الفعل من اسم الفاعل واسم المفعول وأوله زيادة في مقام حرف المضارعة (استغني فيها بالتصحيح) عن التكسير في الأغلب، فيجمع مذكرها بالواو والنون، ومؤنثها بالألف والتاء؛ جرياً على الأصل في الصفات؛ إذ الأصل فيها أن لا تكسر؛ لمشابهتها الأفعال وعمَلِها عمَلها، فيلحق بأواخرها للجمع ما يلحق بأواخر الأفعال، وهو الواو والنون، فيتبعه الألف والتاء؛ لأنه فرعه، إلا أنهم كسروا بعض الصفات؛ لكونها أسماء كسائر الجوامد وإن شابهت الفعل. وتكسير الصفة المشبهة أكثر من تكسير اسم الفاعل الثلاثي؛ إذ شبهها للفعل أقل من شبهه. وتكسير اسم الفاعل الثلاثي أكثر من تكسير اسمِ المفعول منه واسمِ الفاعل واسمِ المفعول من غير الثلاثي؛ لأن الأخيرين أكثر مشابهة لمضارعيهما لفظاً من اسم الفاعل الثلاثي لمضارعه.

  وأجري اسم المفعول من الثلاثي لأجل الميم في أوله مُجرى اسمِ الفاعل واسمِ المفعول من غير الثلاثي في قلة التكسير.


(١) أي: في المفصل.

(٢) قال في الصحاح: الزمَّل والزُّمَّيل والزُّمَّال بمعنى، وهو الجبان الضعيف. تمت.

(٣) الجبَّأ - ويمد -: الجبان. تمت.

(٤) السكَّيت - وتخفف الكاف - ككميت العاشر من الخيل الذي يجيء في آخر الحلبة من العشر المعدودات. تمت.