المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

جمع الجمع

صفحة 207 - الجزء 1

  (وجزرات(⁣١)) في جزر، جمع جزور. وإنما جمع الجمع بالألف والتاء لأن المكسر مؤنث. وأشار بلفظ قد إلى أن جمع الجمع غير مطرد.

  قال نجم الأئمة: واعلم أن جمع الجمع ليس بقياس مطرد، كما قال سيبويه وغيره، سواء كسرته أو صححته، نحو: أكالب وبيوتات، بل يقال فيما قالوا ولا يتجاوز، فلو قلت: أفلسات وأدليات في أفلس وأدل لم يجز، وكذلك أسماء الأجناس كالتمر والشعير لا تجمع قياساً، وكذا المصدر لأنه أيضاً اسم جنس، فلا تقول: الشتوم والنصور في الشتم والنصر، بل يقتصر على ما سمع كالأشغال والحلوم، ثم قال: بل يقتصر في جميع ذلك على المسموع إلا أن يضطر شاعر فيجمع الجمع، قال [الرجز]:

  .......... ... بأعينات لم يخالطها القذى⁣(⁣٢)

  ولم يذكر⁣(⁣٣) اسم الجمع، والظاهر أيضاً أنه لا يطرد جمعه، كاسم الجنس.


(١) الجزرات جمع جُزُر - بضم أوله وثانيه - وهو جمع جزور، وهو البعير المجزور، ويقال: هو خاص بالناقة المجزورة. تمت. من حواشي شرح الرضي.

(٢) لم يوقف للبيت على نسبة إلى قائل معين، واستشهد بالبيت على أنه يجوز في الشعر أن يجمع الجمع كما هنا، فإن أعينات جمع أعين، والقذى: ما يسقط في العين أو غيرها من الوسخ. تمت. من حواشي شرح الشافية. والبيت نهاية الكلام المنقول من شرح الرضي.

(٣) أي: الرضي. تمت.