أحكام التقاء الساكنين
  من حيث المعنى، وإن كانت متصلة به في اللفظ، فيجري في آخر كل واحد منها حكم الوقف(١)؛ لعدم تعلق شيء منها بما بعده.
  (و) الحال الرابع مما يغتفر فيه التقاؤهما: ما دخلت فيه همزة الاستفهام على ما أوله همزة وصل مفتوحة، ولا يكون ذلك(٢) إلا في موضعين: أحدهما: المعرف باللام، نحو: (آلحسن عندك؟ و) ثانيهما: أيمُن، نحو: (آيمن الله يمينك؟) فإن همزة الوصل فيهما لا تحذف؛ لالتباس الاستخبار بالخبر؛ لأن حركتي الهمزتين متفقتان؛ إذ هما مفتوحتان. وللعرب فيهما طريقان: أكثرهما: قلب الثانية ألفاً محضاً. وهو الأولى؛ لأن حق الهمزة الثانية هو الحذف، والقلب أقرب إليه(٣) من التسهيل الذي فيه إبقاءٌ مَّا للهمزة.
  وثانيهما: تسهيل الثانية بين الهمزة والألف.
  فإذا قلبت الثانية ألفاً التقى ساكنان، ولم تحذف الألف المنقلبة عن الهمزة؛ لئلا يعود اللبس الذي كان الفرار(٤) منه، وهَوَّنَ ذلك(٥) كونُ الألف أمكنَ في المد من أخويه.
  (و) التقاء الساكنين في قولهم: «التقت (حلقتا البطان» شاذ)؛ لخروجه عن الأربعة الأحوال، يقال في المثل: «التقت حلقتا البطان»، إذا تفاقم الشر؛ لأنهما لا يلتقيان إلا عند غاية هزال البعير، وعند فرط شد البطان، والبطان للقتب: الحزام الذي يجعل تحت بطن البعير، فيه حلقتان متى التقتا فقد بلغ الهزالُ أو شدُّ البطان غايته.
(١) وهو جواز التقاء الساكنين. تمت.
(٢) أي: دخول همزة الاستفهام على ما أوله همزة وصل مفتوحة. تمت.
(٣) أي: إلى الحذف. تمت.
(٤) أي: التباس الاستخبار بالخبر. تمت.
(٥) أي: التقاء الساكنين المفهوم من قوله: «التقى ساكنان». تمت.