المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

أحكام التقاء الساكنين

صفحة 212 - الجزء 1

  وكأن وجهه مع الشذوذ أنهم قصدوا تفظيع الحادثة بإبقاء الألف لتطويل الصوت. ومثله في الشذوذ إبقاء ألفِ «ها» في قولهم: «ها الله ذا»، وياء «إي» في قولهم: «إيْ الله⁣(⁣١)».

  (فإن كان) التقاء الساكنين (غير ذلك) المذكور في الأربعة الأحوال (وأولهما) لما كان هو الموجب لامتناع⁣(⁣٢) التلفظ بالثاني أو استثقاله⁣(⁣٣) - كان التصرف فيه لإزالة ذلك أولى من التصرف في الثاني، إن لم يمنع مانع كما سيأتي⁣(⁣٤) إن شاء الله تعالى، وهو⁣(⁣٥) إما مدة - أي: حرف علة ساكن حركة ما قبله من جنسه - أو غيرها.

  فإن كان (مدة حذفت) إن لم يمنع مانع؛ لأن التصرف في الأول إما بتحريكه أو بحذفه، والأولى التحريك؛ لحصول الغرض به مع بقاء الحرف، إلا أنه لما كان يتعذر ذلك في المد إذا كان ألفاً مع بقائه ألفاً، ويستثقل تحريك الواو والياء إذا كان ما قبلهما من جنسهما، مع أن ما قبل المد من الحركة يدل عليه - حذفوا⁣(⁣٦) المد، سواء كان الساكن الثاني من كلمة الأول (نحو: خَفْ وقُلْ وبِعْ)، أو كان كالجزء منها، بأن يكون ضميراً مرفوعاً، (و) ذلك نحو: (تخشين) يا هند، وتغزون يا قوم، وترمين يا هند، كان أصلها تخشى، وتغزو، وترمي؛ فاتصلت الضمائر الساكنة بها فسقطت اللامات للساكنين.


(١) أصل «ها الله»: والله، حذف حرف القسم وعوض عنه حرف التنبيه، فلا يجوز في لفظ الجلالة إلا الجر. وأصل «إي الله»: إي والله، فحذف حرف الجر، والأفصح حينئذ نصب لفظ الجلالة.

(٢) إذا كان الأول صحيحاً. تمت.

(٣) إذا كان الأول حرف لين. تمت.

(٤) أي: من التصرف في الأول، والمانع: إما من حذفه كما سيأتي للشارح في قوله: حذفت إن لم يمنع مانع، ثم قال: وإنما قلنا: «إن لم يمنع مانع ... إلخ»، وإما من تحريكه كما سيأتي للمصنف في قوله: إلا في نحو: انطلق، ولم يلده.

(٥) أي: أولهما. تمت.

(٦) جواب (لَمَّا).