أحكام التقاء الساكنين
  وكذا يجوز الفتح والكسر فيما حركة أول المتماثلين فتحة أو كسرة، نحو: عضَّ وعَزِّ؛ لما ذكر، أو لإتباع الفتحة في المفتوح، والكسرة في المكسور.
  (بخلاف رُدِّ القوم) مما اتصل بالساكن الثاني من المضاعف المذكور ساكنٌ آخر فإنه يكسر كما هو الأصل (على الأكثر)، ومنهم من يفتحه، كأنهم حركوه بالفتح قبل دخول اللام، فلما جاء اللام لم يغيروه.
  قال الرضي: ولم يُسمع من أحدٍ منهم الضم قبل(١) الساكن، وقد أجازه المصنف(٢)، وهو وهَم(٣). ولم يُجَنَّب الفعل هذه الكسرة لعروضها.
  و (كوجوب الفتح) إذا اتصلت بالمضاعف المذكور هاء الواحدة المؤنثة، كما (في نحو: رُدَّها) وعُضَّها واستعدَّها؛ لأن الهاء خفية، فكأن الألف وليت المدغم فيه، ولا يكون قبلها(٤) إلا الفتحة.
  (و) كوجوب (الضم) إذا اتصلت به هاء الواحد المذكر، كما (في نحو: ردُّه) وعضُّهُ واستعدُّهُ (على الأفصح)؛ لأن الواو(٥) كأنها وليت المدغم فيه؛ لخفاء الهاء، كأنك قلت: رُدُّوا، وعُضُّوا، واستعدوا.
  (والكسر) في مثله (لُغَيَّة) قليلة، وتكسر الهاء حينئذٍ تبعاً له، كما هو عادتها في: بِهِ، وغلامِهِ؛ فتنقلب الواو(٦) ياء، إذ لو بقيت الهاء على أصلها لاستُكره؛ لكون الواو الساكنة كأنها بعد الكسرة؛ لخفاء الهاء.
(١) في نحو: رد القوم. تمت.
(٢) في الشرح. تمت.
(٣) قال في شرح الملحة: وقد أنشد: فغضَُِّ الطرف ... إلخ بالفتح والكسر والضم، قال الجاربردي: ومنهم من يضم وهو قليل. والبيت هو:
فغض الطرف إنك من نميرٍ ... فلا كعباً بلغت ولا كلابا
(٤) أي: الألف. تمت.
(٥) الصلة. تمت.
(٦) الصلة. تمت.