المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

أحكام التقاء الساكنين

صفحة 224 - الجزء 1

  يا دار ميّ بدكاديك البرق ... صبراً فقد هيجت شوق المشتئق⁣(⁣١)

  (بخلاف) ما لو كان الأول واواً (نحو: تأمروني) بإدغام نون الإعراب في نون الوقاية، وتُمُوْدَّ الثوبُ، أو ياءً نحو: دويبَّة وخويْصَّة، فإنها⁣(⁣٢) لا تقلب همزة؛ وذلك لكثرة الألف في مثل هذا المكان، دون الواو والياء.

  * * * * *

  * * *

  *


(١) البيت لرؤبة بن العجاج. قال في شرح شواهد الشافية: قال ابن جني: والقول فيه عندي أنه اضطر إلى حركة الألف التي قبل القاف من المشتئق؛ لأنها تقابل لام مستفعلُن، فلما حركها انقلبت همزة، إلا أنه حركها بالكسر لأنه أراد الكسرة التي كانت في الواو المنقلبة الألف عنها، وذلك أنه مفتعل من الشوق، وأصله مشتوق، ثم قلبت الواو ألفاً لتحركها وانفتاح ما قبلها، فلما احتاج إلى حركة الألف حركها بمثل الحركة التي كانت في الواو التي هي أصل للألف. ودكاديك: جمع دكداك، وهو الرمل المتلبد في الأرض ولم يرتفع. والبرق: جمع برقة - بالضم - وهي غلظ حجارة ورمل، وقوله: «صبراً» مفعول مطلق، أي: اصبري صبراً، أو مفعول به لفعل محذوف، أي: أعطيني صبراً. تمت.

(٢) هذا جواب سؤال مقدر، تحريره: أنه لو كان قلب الألف همزة للفرار من التقاء الساكنين في نحو: دأبة - كما ذهب إليه الزمخشري والمصنف - لكان الفرار منه في نحو: «تُمُوْدَّ الثوب» أولى؛ لأن الألف أقعد في المد من الواو والياء، فالتقاء الساكنين مع الألف أسهل منه مع غيرها. والجواب: أن «تمود الثوب، وتأمروني، ودويبة» وإن كان أثقل إلا أن: «ولا الضالين، ودابة، وشابة» أكثر، وهذا كلام الرضي فَنْقَلَه بقوله: فإن قيل ... إلخ. تمت. والله أعلم.