المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[الابتداء]

صفحة 226 - الجزء 1

  (واسم) أصله: سِمْوٌ أو سُمْوٌ، كحبرٍ أو قُفْل عند البصريين، من سما؛ لأنه يسمو بمسماه ويشهره، ولولا الاسم لكان خاملاً. وعند الكوفيين: وسم؛ لكونه كالعلامة على مسماه.

  فحذف على الأول⁣(⁣١) اللام، وأسكنت الفاء، وعلى الثاني⁣(⁣٢) حذفت الفاء، وبقيت السين على سكونها. قال الرضي: ولا نظير لما قالوا - يعني الكوفيين - إذ لا تحذف الفاء ويؤتى بهمزة الوصل، وما قالوا⁣(⁣٣) وإن كان أقرب من قول البصريين من حيث المعنى؛ لأن الاسم بالعلامة أشبه، لكن تصرفات الاسم - من التصغير والتكسير، كسُمَيٌّ وأسماء، وغير ذلك كالسَّمِيّ على وزن الحليف، ونحو: قولهم: سَمَّيت وتَسَمَّيت - تدفع ذلك، إلا أن يقولوا⁣(⁣٤): إنه قُلب الاسم بأن جعل الفاء في موضع اللام وحذف في ذلك المكان. (واست) أصلها: سته، كجبل؛ بدليل أستاه، ولا يجوز أن يكون كأقفال وأجذاع؛ لقولهم في النسبة إليه: ستهي⁣(⁣٥). (واثنان) أصله: ثنيان، كفتيان؛ لقولهم في الجمع: أثناء كأبناء، وفي النسبة ثَنَوي⁣(⁣٦) كجبلي، (واثنتان) أصلها: ثَنَيَتَان، كشجرتان، فتصرفوا في هذه الأسماء بحذف لاماتها وإسكان فاءاتها على غير قياس. (وامرؤ، وامرأة) أصلهما: مَرْءٌ كفلس، ومَرْأَة، كتمرة، فتصرفوا فيهما بإسكان فائهما، (وايمن الله) بمعنى: يمين الله، مفرد على وزن أفعل⁣(⁣٧)، وقد تحذف نونه؛ فيقال: ايم الله.


(١) أي: قول البصريين. تمت.

(٢) أي: قول الكوفيين. تمت.

(٣) أي: الكوفيون. تمت.

(٤) عبارة الرضي: إلا أن يقولوا إنه قلب الاسم بأن جعل الفاء في موضع اللام لَمَّا قصدوا تخفيفه بالحذف؛ إذ موضع الحذف اللام، ثم حذف نسياً، ورد في تصرفاته في موضع اللام؛ إذ حذف في ذلك المكان. تمت.

(٥) ولو كانت السين مضمومة أو مكسورة لظهر ذلك في النسبة. تمت.

(٦) ولو كانت الثاء مضمومة أو مكسورة لظهر ذلك في النسبة، ولو كانت العين ساكنة لقالوا: ثنْيي - بالإسكان - كظَبْيِي. تمت. جاربردي.

(٧) وقد جاء عليه المفرد مثل آجر وآنك، ولأن العرب قد تصرفت فيه وغيرته تغييراً لم يجيء مثله =