[الابتداء]
  «زيدا» المنصوب؛ لأن موقعها في الأحوال الثلاث مثل موقع «زيداً» المنصوب، بل هاهنا أولى؛ لأن فتحة «زيد» عارضة إعرابية، وفتحة المقصور لازمة. وقيل: هي الأصلية في حال الرفع والجر، والمبدلة من التنوين في حال النصب؛ قياساً على الصحيح(١).
  والحق هو الأول؛ لما تقدم من الاستدلال عليه.
  وأما المقصور المجرد من التنوين فالألف الذي في الوقف فيه هو الذي كان في الوصل بلا خلاف، كأعلى والفتى، وقد يحذف ألف المقصور اضطراراً، قال [الرمل]:
  وقبيلٌ من لُكَيزٍ شاهدٌ ... رهط مرجوم ورهط ابن المعل(٢)
  أي: المعلى.
  (وقلبها) أي: ألف التنوين، وقيل: ألف المقصور، (وقلب كل ألف) سواء كانت للتأنيث كحبلى، أو للإلحاق كمعزى، أو لغيرهما نحو: يضربها (همزة ضعيف)؛ لما في الألف من الخفة المناسبة للوقف، فلا وجه لتغييرها. ووجه القلب همزة أن الهمزة أبين من الألف، وليست(٣) الهمزة في «رَجُلأ» بدلاً من التنوين لبعد ما بينهما، وإنما هي بدل من الألف(٤).
(١) فإنه يقلب فيه التنوين ألفاً نصباً، ويحذف رفعاً وجراً. تمت.
(٢) البيت للبيد. والشاهد فيه حذف ألف «المعلى» في الوقف ضرورة؛ تشبيهاً بما يحذف من الياءات في الأسماء المنقوصة. والقبيل: العريف والكفيل، ولكيز - بضم اللام وفتح الكاف وآخره زاي معجمة - أبو قبيلة، والرهط: قوم الرجل وقبيلته، والرهط أيضاً: ما دون العشرة من الرجال لا تكون فيهم امرأة. ومرجوم - بالجيم -: قال ابن دريد في الجمهرة: هو لقب رجل من العرب. ورهط مرجوم بالرفع: خبر مبتدأ محذوف والتقدير: هو رهط مرجوم، ويجوز نصبه بتقدير أعني. وأما المعلى فقال ابن دريد: «هو جد الجارود بشر بن عمرو بن المعلى». تمت. من شرح شواهد الشافية.
(٣) قال ابن جماعة: قوله: «وليست الهمزة في رَجُلأ» جواب سؤال، وهو أن همزة «رَجُلأ» لم لا يجوز أن تكون منقلبة عن التنوين ابتداء. تمت.، وقوله: «لبعد ما بينهما» أي: الهمزة والتنوين.
(٤) التي هي بدل من التنوين. تمت. جاربردي.