المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[الابتداء]

صفحة 241 - الجزء 1

  فيشمل نحو: أخت ومسلمات ثم يخرج بهذا القيد، لكنه خلاف الظاهر في تاء التأنيث الاسمية إذا أطلقت. وإنما لم يوقف على نحو: «أخت» بالهاء لأنها وإن كانت فيها رائحة من التأنيث لاختصاص هذا البدل بالمؤنث - إلا أنها من حيث اللفظ مخالفة لتاء التأنيث بسكون ما قبلها، وبكونها كـ «لام» الكلمة بسبب كونها بدلاً منها. وإنما قلبت تاء التأنيث الاسمية هاءً لأن في الهاء همساً وليناً أكثر مما في التاء، فهو بحال الوقف الذي هو محل الاستراحة أولى. وخصت الاسمية بالإبدال لأنها الأصل؛ إذ ألحقت بما هي علامة تأنيثه، بخلاف الفعلية فإنها لحقت بما المؤنث فاعله، والتغيير بما هو أصل أولى. وإنما قال: (على الأكثر) لأنه زعم أبو الخطاب أن ناساً من العرب يقفون على الاسمية أيضاً بالتاء، نحو: طلحت، قال: [الرجز المشطور]

  الله نجاك بكفي مسلمت ... من بعدما وبعدما وبعدمت⁣(⁣١)

  والظاهر أن هؤلاء لا يقفون على المنصوب بالألف⁣(⁣٢)، بل يقولون: رأيت أَمَتْ، قال: [الرجز المشطور]


(١) في شرح شواهد الشافية: هذا الشعر لم أقف على قائله، وقوله: «الله نجاك»: الله مبتدأ وجملة نجاك خبره، ونجاه: خلصه. وبكفي: الباء متعلقة بـ «نجاك». وكفي: مثنى كف، وهو الراحة مع الأصابع، وأراد بها اليد من إطلاق الجزء على الكل، والمراد من اليد هنا الدفع، يقال: ما لي بهذا الأمر يد ولا يدان؛ لأن المباشرة والدفاع إنما تكون باليد، فكأن يديه معدومتان لعجزه عن الدفع. ومسلمة: الظاهر أنه مسلمة بن عبدالملك بن مروان، و «ما» في قوله «من بعد ما» يجوز أن تكون مصدرية وأن تكون كافة مسوغة لبعد أن يليها الفعل، والفعل على الوجهين هو قوله: «صارت» وكرر «بعدما» ثلاث مرات للتهويل وتفخيم الحال، وأصل «بعدمت»: «بعدما» فأبدل من الألف في الوقف هاء، ثم أبدل الهاء تاء ليوافق بقية القوافي. وعجز البيت: من بعد ما وبعد ما وبعد مت. والشاهد فيه: الوقف على تاء التأنيث الاسمية بالتاء. تمت. بتصرف

(٢) يريد أنهم لا يقولون ذلك في الاختيار وأما في الضرورة فقد قالوه، كما في قوله:

إذا اغتزلت من بقام الفرير ... فيا حسن شملتها شملتا

فشملتا: تمييز، وأصله: شملة، لكنه شبه تاءه بتاء بيت فألحقها في الوقف عليها ألفاً. تمت.