صارت نفوس القوم عند الغلصمت ... وكادت الحرة أن تُدْعَى أمت⁣^(⁣١)

  (وتشبيه تاء هيهات) في الوقف عليها بالهاء (به) أي: بتاء التأنيث الاسمية، وذكَّر الضمير باعتبار الحرف (قليل)، والكثير الوقف عليها بالتاء، لكن شبه على «قلة» بقوقاه⁣^(⁣٢) ودوداه⁣^(⁣٣)، فوقف عليهما بالهاء.

  وفي جعل وجه القلب التشبيه المذكور إشارة إلى الرد على من زعم أن من وقف عليه بالهاء قدره مفرداً أصله هيهية⁣^(⁣٤)، ومن وقف عليه بالتاء قدره جمعاً أصله: هيهيات، فحذفت الياء⁣^(⁣٥) شاذاً لكونه غير متمكن.

  قال⁣^(⁣٦) في شرح المفصل: وهذا كله تعسف لا حاجة إليه؛ لأنه⁣^(⁣٧) أمر تقديري؛ إذ «هيهات» اسم للفعل فلا يتحقق فيه إفراد وجمع⁣^(⁣٨)، وإنما ذلك⁣^(⁣٩) لشبهها بتاء التأنيث لفظاً، دون إفراد وجمع.

  (و) إبدال التاء هاء (في) جمع المؤنث السالم نحو: (الضاربات ضعيف)؛ لأنها لم تتخلص للتأنيث، بل فيها معنى الجمع، فلا تكون كتاء المفرد، فلا تقلب هاء. ووجهُ قلبها هاء - مع ضعفه - تشبيهها بتاء المفرد؛ لإفادتها معنى التأنيث كإفادتها معنى الجمع، حكى قطرب: كيف البنون والبَنَاه؟

(١) قال الرضي: والظاهر أن هؤلاء لا يقولون في النصب: «رأيت أمتاً» كزيد بألف، بل: رأيت أمت، كما في قوله: وكادت الحرة أن تدعى أمت؛ وذلك لحمله على «أمه» بالهاء فإنه هو الأصل في الوقف. انتهى. وهذا البيت هو بعد البيت الذي قبله. والغلصمة - بالفتح ـ: رأس الحلقوم. والاستشهاد بالبيت في قوله: «أن تدعى أمت» على أن من يقف على تاء التأنيث الاسمية بالتاء لا يقفون على المنصوب بالألف حيث لم يقل: «أن تدعى أمتا».

(٢) قوقت الدجاجة قوقاة: إذا صاحت. تمت. شمس العلوم.

(٣) الدوداة: واحدة الدوادي، وهي آثار أراجيح الصبيان على العيدان. تمت. شمس العلوم.

(٤) على وزن فعللة من المضاعف كالقلقلة ويوقف عليها بالهاء.

(٥) التي هي اللام، ويوقف عليه بالتاء، ووزنه فعلاتا، والأصل فعللات. تمت. جاربردي

(٦) المصنف. تمت. جاربردي.

(٧) أي: ما جعله النحويون من أن هيهات مفرد أو جمع. تمت. من حاشية ابن جماعة.

(٨) لأن الإفراد يقال فيما يكون فيه تثنية وجمع في مقابلتها، والأفعال وأسماء الأفعال ليس لها تثنية وجمع فلا يطلق عليها الإفراد ولا يقال إنه مفرد. حواشي ابن جماعة

(٩) أي: جواز الوقف بالهاء لشبهها بتاء التأنيث لفظاً. تمت. من حاشية ابن جماعة.