المناهل الصافية شرح المقدمة الشافية،

لطف الله بن محمد الغياث الظفيري (المتوفى: 1035 هـ)

[زيادة الألف]

صفحة 246 - الجزء 1

  (ومن ثم) أي: ومن جهة زيادة الألف في آخر «أنا» وقفاً (وقف على) «لكنا» في قوله تعالى: ({لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي}⁣[الكهف: ٣٨] بالألف)؛ لأنه «أنا» في الأصل، جاءت بعد لكنْ الخفيفة؛ بدليل⁣(⁣١) مجيء ضمير المرفوع - أعني قوله: «هو الله ربي» - بعده، ولا يجيء بعد «لكنَّ» المشددة، ثم نقلت حركة همزة «أنا» إلى نون «لكنْ» وحذفت⁣(⁣٢)، كما في نحو: قوله تعالى: {قَدَ افْلَحَ(⁣٣)}⁣[المؤمنون: ١]، ثم أدغمت النون في النون.

  وابن عامر يثبت الألف في «لكنا» وصلاً أيضاً؛ ليكون مؤذِناً من أول الأمر أنه ليس «لكنَّ» المشددة، بل أصله: «لكنْ أنا».

  (ومه) بحذف ألف «ما» الاستفهامية غير المجرورة والوقف عليها بالهاء أجازه بعضهم؛ تشبيهاً بنحو: «رَه». (و) كذا أجاز بعض طيء الوقف على «أنا» بالهاء، فيقول: (أَنَه) قال حاتم: «هكذا فزدي أنه»، وهو (قليل)، والأكثر الوقف عليهما بالألف، وعدم حذف ألف ما إلا إذا كانت مجرورة كما سيأتي.

  ومذهب الزمخشري أن الهاء فيهما بدل من الألف.

  وقال الرضي: هي في «أَنَه» للسكت، وكذا قال في مه: وحملها على المجرورة في نحو: مثل مه أولى، أعني جعلها هاء السكت جيء بها بعد حذف الألف كالعوض منه.


(١) ولا يستقيم تقدير ضمير الشأن ليكون اسم لكن، وقوله: «هو الله ربي» خبر؛ لأن ضمير الشأن المنصوب لا يحذف إلا في الضرورة، ولأنهم وقفوا عليه بالألف ولو كان لكنّ لما جاز الوقف عليه بالألف. تمت. جاربردي

(٢) أي: الهمزة. تمت.

(٣) فإنها نقلت حركة الهمزة إلى الدال ثم حذفت. تمت.