[زيادة الألف]
  (بخلاف: {ألم الله}) فإن فتحته ليست لنقل حركة الهمزة (فإنه لما وُصِل) حذفت الهمزة وجوباً لكونها همزة وصل، وشأن همزة الوصل إذا حذفت ألا تنقل حركتها إلا في الشذوذ، كما حكى الكسائي: «﷽ الحمد لله» بفتح ميم «الرحيم»، فإذا سقطت همزة الله مع حركتها (التقى ساكنان): ميم ألم، ولام الله؛ فحرك الميم للساكنين. وإنما فتحت لما تقدم(١)؛ فالفتح لالتقاء الساكنين، لا للنقل.
[زيادة الألف]
  (وزيادة الألف في أنا(٢)) فإن الضمير عند البصريين الهمزة والنون المفتوحة، فإذا وقفت عليه بينت حركة البناء بالألف. وبعض العرب يصل أنا بالألف في الوصل أيضاً في السعة، والأكثر أنهم لا يصلون بها في الوصل إلا ضرورة، قال:
  أنا سيف العشيرة فاعرفوني ... حُميداً قد تذريت السناما(٣)
  وقرأ نافع بإثباتها قبل الهمزة المضمومة(٤) والمفتوحة(٥) دون المكسورة، قال أبو علي: لا أعرف الوجه في تخصيص إثباتها بالهمزة المضمومة والمفتوحة دون المكسورة ودون غير الهمزة(٦).
(١) من الإبقاء على تفخيم الله تعالى، وفراراً من توالي الثقلاء: الكسرة بعد الياء والكسرة. تمت. رضي بتصرف يسير.
(٢) «زيادةُ»: مبتدأ، و «في أنا»: خبره.
(٣) البيت لحميد بن بحدل الكلبي. وقوله: «حميداً» منصوب على أنه بدل من الياء في «فاعرفوني»، أو بفعل محذوف يدل على الاختصاص أو المدح، هذا كله إن رويته «حُمَيداً» بالتصغير على أنه علم، فإن رويته حَميداً - بفتح الحاء - على أنه صفة بمعنى محمود فهو حال. وتذريت: علوت. والسنام للبعير: معروف، وأراد هنا عالي المجد والرفعة. والشاهد فيه: قوله «أنا» حيث جاء بالألف مع الوصل لضرورة الشعر. تمت.
(٤) كقوله تعالى: {أَنَا أُحْيِي}[البقرة: ٢٥٨].
(٥) كقوله تعالى: {وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ}[الممتحنة: ١].
(٦) كقوله تعالى: {فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ٢٤}[النازعات].