[التضعيف]
[التضعيف]
  (والتضعيف) يكون (في) الحرف الموقوف عليه (المتحرك) غير المنصوب المنون(١)؛ إذ ليس فيه إلا قلب التنوين ألفاً على غير لغة ربيعة(٢) كما عرفت، وقوله: «المتحرك» احتراز عن الساكن، إذ الغرض من التضعيف بيان أن الحرف الموقوف عليه كان متحركاً في حال الوصل.
  وإنما قلنا: إنه ينبه بتضعيف الحرف على كونه متحركاً في الأصل؛ لأن الحرف المضعف في الوصل لا يكون إلا متحركاً؛ إذ لا يجمع بين ساكنين.
  (الصحيح) دون المعتل؛ إذ يستثقل تضعيف حرف العلة، (غير الهمزة)؛ لثقلها، فإذا ضعفت صار كالتهوع، (المتحرك ما قبله)، لا الساكن ما قبله نحو: قُفْل؛ لأن المقصود بالتضعيف - كما عرفت - بيان كون الحرف الأخير متحركاً في الوصل، وإذا كان ما قبله ساكناً لم يكن هو إلا متحركاً في الأصل - لئلا يلتقي ساكنان - فلا يحتاج إلى ذلك. وذلك (نحو: جعفر) فإنه جامع للشروط.
  (وهو) أي: التضعيف (قليل)؛ لأنه إثبات لحرف في موضع تحذف فيه الحركة، فهو تثقيل في موضع التخفيف. (ونحو: القصبا) مما ضعف فيه الحرف الأخير مع وجود حرف الإطلاق بعده: إما ألف، كالقصبا ونحوه في قوله: [الرجز المشطور]
  لقد خشيت أن أرى جدَباً ... في عامنا ذا بعد أن أخصبا(٣)
(١) فإن كان غير منون نحو: رأيت الرجل، ولن يجعل، ورأيت أحمد فلا كلام في جواز تضعيفه كما في الرفع والجر. تمت. رضي
(٢) فإنهم يجوزون حذف التنوين؛ فلا منع إذاً عندهم من التضعيف. تمت. رضي
(٣) هذه أبيات من الرجز المشطور تنسب لرؤبة بن العجاج. قال في شرح شواهد الشافية: وقد فتشت ديوانه فلم أجدها فيه. وجدبا: يريد الجدب. والدَّبا: الجراد. والسبسب: القفر والمفازة. واسلحب: امتد. والقصبا: القصب. والاستشهاد بهذه الأبيات في قوله: جدباً، والقصبا، والتهبا، واخصبا، وسبسبا - حيث ضعَّف فيها الحرف الأخير مع وجود حرف الإطلاق بعده. =